تصعيد الحوثي بالضالع يستهدف إعادة ترتيب أوراق الشرعية في أبين
صعًدت مليشيات الحوثي الإرهابية من جرائمها في جبهة الضالع في خطوة تستهدف إفساح المجال أمام الشرعية التي تتحالف معها من أجل إعادة ترتيب أوراقها في أبين، وبرهنت جملة من التحركات الثنائية بين الطرفين خلال الأيام الماضية على أنهما يمضيان في استخدام سياسية تبادلية بشأن التصعيد على الجبهات، بما يؤدي إلى تحقق هدف واحد وهو اختراق الجنوب.
ويرى مراقبون أن مليشيات الحوثي الإرهابية ذهبت إلى التصعيد في الضالع والمهرة في الوقت الذي تحاول فيه مليشيات الشرعية إيهام التحالف العربي والمجتمع الدولي بأنها ماضية في طريقها نحو تنفيذ بنود اتفاق الرياض، وبالتالي فإنها أوكلت مهمة التصعيد هذه المرة إلى العناصر المدعومة من إيران والتي تتلاقى معها ضمن محور الشر الإيراني التركي القطري ضد الجنوب.
وأصبح واضحًا للعيان أن هناك تحالفًا بين مليشيات الحوثي ونظيرتها الإصلاحية للهيمنة على ثروات الجنوب، وأن هذا التحالف تقوده أطراف إقليمية تستهدف إفشال التحالف العربي وتقويض أي جهود للسلام في الجنوب، بما يؤدي إلى استمرار الأوضاع على ما هي عليه الآن من دون أن تصوب الشرعية سلاحها باتجاه المليشيات الحوثية التي انقلبت على الشرعية قبل ست سنوات.
ويعد تصعيد الحوثي استكمالا للتعاون الوثيق بينها وبين الشرعية مؤخرا بعد أن شهدت جبهات الجنوب عملية تبادل للمقاتلين، إذ أن القوات المسلحة الجنوبية رصدت في وقت سابق عناصر تابعة لمليشيات الإخوان تقاتل في صفوف الحوثي وقبلها ضبطت القوات الجنوبية عناصر حوثية تقاتل إلى جانب مليشيات الإخوان في أبين.
وقبل أيام كشفت مصادر "المشهد العربي" عن أنّ مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، أرسلت مقاتلين من عناصرها إلى محافظة المهرة؛ تلبيةً لطلب علي سالم الحريزي، أحد أولئك المرتزقة الذين اشترتهم الأموال القطرية، وبات ينفذ ما تمليه عليه الدوحة، بما يخدم المصالح الحوثية والإخوانية.
وقالت المصادر ذاتها إنّ قيادات حوثية بينها محمد الحوثي تحدثت في اجتماعات مُغلقة عن أن مقاتليهم موجودون في محافظة المهرة، مشيرة إلى أن المُقاتلين الذين وصلوا المهرة ذهبوا إلى هناك كعمال وأن الحوثيين وعدوا الحريزي بإرسال المزيد من المُقاتلين.
تخوض القوات المسلحة الجنوبية في هذه الأثناء اشتباكات مسلحة مع مليشيا الحوثي الإرهابية في قطاعي الثوخب وجبيل يحيى غربي حجر شمالي غرب الضالع.
وأفادت مصادر، أن القوات الجنوبية قصفت أماكن تمركز المليشيات الحوثية الموالية لإيران وكبدتها خسائر كبيرة، مشيرة إلى أن المواجهات مستمرة منذ ساعات الفجر الأولى بمختلف أنواع الأسلحة.
كما حاصرت القوات المُسَلَّحَة الجنوبيَّة، ظهر اليوم الأحد، آليات عسكرية لمليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، في شمال شرق مديرية الحشاء، شمال الضالع.
وطاردت عناصر المليشيا الإرهابية، عقب معارك واسعة اندلعت فجر اليوم - بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة - في قطاعي الثوخب وحبيل يحيى غرب بلاد حَجْر.
تلقت المليشيات الحُوثية الإرهابيَّة ضربات موجعة وتكبَّدت خسائر فادحة في العتاد والأرواح في المعارك، ونجحت القوات الجنوبية في فرض سيطرتها على ميدان المعركة.
ومن جانبه طالب الناشط السياسي المحامي يحيى غالب، اليوم الأحد، التحالف العربي بدعم القوات الجنوبية برئاسة الرئيس عيدروس الزُبيدي بالأسلحة لمقاومة مليشيا الحوثي الإرهابية بدلًا من خيانات حزب الإصلاح الإخواني.
وكتب عبر تغريدة له على "تويتر": "سلموا السلاح مباشرة للواء عيدروس عهدة م/6 بلغة الجيش، لأنكم تسلمونه للإصلاح وبدوره يسلمه للحوثي كما حصل بردمان وغيرها".
وأضاف:"والحوثي يذهب بهذا السلاح يقاتل بجبهة الضالع وجبهات أخرى وتهزمه المقاومة الجنوبية وتستولي على سلاح التحالف من الحوثي، لاحظوا على تعب وخسائر والأمر بسيط سلموه لأبو قاسم".