تمهلوا قليلا .. النصر حليفنا بالنهاية

البعض قد يكون ضيق الأفق وقليل الصبر وهذه الصفات لن تأتي لصاحبها سوى بالمتاعب والتهور والتوتر المستمر , وبالأخير العواقب ستكون وخيمة عليهم وعلى الوطن والمجتمع , دعوهم يكررون نفس الأخطاء القاتلة فهم من سيقعون بها ووحدهم من سيكتوون بنارها , الحياة بالنسبة لهم هي عبارة عن سلطة وغنائم وولائم ومؤمرات , ولا يعتبرون ممن سبقهم فقد كانت نهايتهم مأساوية وخاتمتهم كانت مؤلمة ومفجعة كعفاش الراحل وغيره .

أيها الجنوبيون سيرحل الرئيس الشرعي هادي ورئيس وزرائه وغيرهم وستطوى صفحاتهم فهذه سنة الله في هذا الكون , كما رحل الرئيس الراحل عفاش بغير وداع أو مشيعين أو حتى جنازة تليق به أو بمقامه , ولم يدفن حتى هذه اللحظة في قبر بناه بجوار جامع الصالح الذي شيده بالمليارات , ولم تتحقق تلك الأمنيات التي أراد تحقيقها في حياته بتوريث السلطة , وأصبح أبنائه اليوم يعيشون بين سجين ومشرد , أشد المتشائمين ماكان ليتوقع تلك النهاية وذلك السيناريوا المرعب .

أيها الجنوبيون حتى نحن سنرحل وسيرحل من بعدنا , وستبقى الأرض حتى يرثها الله ومن عليها , خطونا خطوات جبارة ومتقدمة جدا في ظل المجلس الإنتقالي وقيادته الحكيمة , والحفاظ عليها سيكون أصعب من تلك الخطوات , تلك الخطوات كانت بتضحيات الرجال الوطنيين الاوفياء الشرفاء .

لنعطي الفرصة الكافية لقيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي والشرعية ودول التحالف للبحث عن رئيس للوزراء والوزراء , فكما تعلمون تلك المهمة قد تستغرق بعض من الوقت , وهناك من سيرفض أو سيعتذر أو ستكون له شروط وطلبات للقبول بتلك المناصب .

يجب علينا التحلي بقليل من الصبر كوننا في وضع لا نحسد عليه وفي مرحلة مفصلية وحساسة للغاية , يجب أللا نعادي بعضنا البعض وننشر ثقافة الكراهية والمناطقية والشللية فيما بيننا , فهي لن تزيدنا إلا فرقة وتشرذم وتخلف وضياع , هدفنا إستعادة أرضنا والحفاظ على كرامة شعبنا , وسنحارب الفساد والمفسدين والقضاء عليهم أينما كانوا .

ستذهب حكومة بن دغر عاجلا أم آجلا , وسنجفف منابع التمويل حتى نقضي عليهم , وسيعود الكثيرون منهم لممارسة أعمالهم السابقة وهواياتهم المفضلة , يجب أن ندع الأيام تأخذ حقها وتصنع بهم كما صنعت بأسلافهم , سنراهم كسابقيهم منبوذين ومشردين , البعض منهم سيتجه لكتابة المذكرات والبعض الآخر قد يستثمر قوت الفقراء بشراء الفنادق والمطاعم والشاليهات , سننساهم كما نسينا من كان قبلهم , ولكن سنتذكرهم بأنهم كانوا عبارة عن مجرد فاسدين تربحوا من معاناة شعبهم وكانوا سببا بفقره ومأساته , وتأريخهم غير المشرف سيكون أسود كسواد أفعالهم .