5 ألف ريال .. زيادة فوق سعر كيس الأرز
أحمد سعيد كرامة
- منشأة بلحاف.. وأطماع إخوان اليمن
- لا تحملوا الذاتية فشل وفساد 30 عاما
- الوقاية خير من العلاج
- برز الفاسد فينا .. في ثياب الواعظينا
إرتفاع جنوني في جميع أسعار المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية ، والخضار والفواكه المحلية والمستوردة واللحوم والأسماك ، حتى أسعار الرغيف والروتي لم يسلما من هذا الانهيار الأعظم للريال اليمني ، الكل يقف موقف المتفرج العاجز شرعية وإنتقالي وتحالف أمام معاناة وماساة هذا الشعب .
قد يراه البعض من برجوازيو وتجار الحروب والأزمات ، وباعة الأوطان وقضايا شعوبهم مبلغ تافه وزهيد ( 5 ألف ريال ) ولكنه حمل ثقيل لمن يبلغ معاشه الشهري 30 ألف ريال أو حتى 60 ألف ريال ، وقد يعلق صاحب ضمير ميت على عنوان هذا المقال بقوله نحن فين وهذا فين ، قد يقول البعض هناك قضايا أهم من قوت الشعب ومتطلباته الحياتية الملحة ، وعليه أن يتحمل الجوع والفقر من أجل المصلحة الوطنية العليا ، بينما مصالحهم الخاصة أهم من مصالح الوطن العليا ، وأقصد بذلك إنتهازية وأنانية المسؤولين والرموز .
شغلتنا مصفوفة إتفاق الرياض ، وأنست زعمائنا وكبرائنا أن هناك شعب جنوبي عانى ولازال يعاني ، بسبب قرارات كارثية تفردت بها حكومة شرعية فاشلة وفاسدة أوصلت البلاد والعباد إلى حافة الفقر والبطالة والجوع .
فيما زعمائنا وكبرائنا مشغولين بأمور السياسة ، لا يهتم الشعب كثيرا كحال باقي الشعوب في هذه الدنيا بالسياسة ، إلا من زاوية البحث عن فرصة للعيش بكرامة هو وأسرته ، نعيش مستويات من الانهيار الأعظم للريال اليمني لم نشهده من سابق ، مع تعتيم إعلامي رخيص لهذه الكارثة المالية المدمرة .
كيف سيواجه شعبي نار غلاء السلع الغذائية الأساسية وليست الرفاهية ، الشكوى لغير الله مذلة ومهانة ، وكتب ساستنا علينا الذل والهوان بسبب تخاذلهم وترددهم بإتخاذ قرارات مصيرية مؤلمة تخدم الوطن والشعب .
يستطيع هذا الشعب الذي اوصلكم لعواصم الرفاهية أن يعيدكم مرة أخرى إلى مربع النسيان كسابقيكم ، عن أي وطن يطالبون بإستعادته عبر الواتس آب ومواقع التواصل الإجتماعي ، أصبحوا في وطنهم مجرد ضيوف وزوار ، وحقائبهم جاهزة للسفر بأي وقت ، لن تصلوا لمرحلة الاندماج الفكري والعاطفي مع شعبكم إلا من خلال تلمس همومهم ومشاكلهم عن قرب ، سيلفضكم الشعب وأنتم هناك بالجانب الآخر ( عواصم الشتات ) تنظرون إليه من خلال منصات التواصل الاجتماعي وشاشات التلفاز كأنه شعب بورما أو بوركينا فاسو .
عودوا إلى وطنكم الآن الآن وليس غدا ، ومزقوا تلك الجوازات العربية والاجنبية والإقامات الدائمة أو المؤقتة ، التي جعلتكم غرباء في وطنكم و أوطان الآخرين ، قبل أن تحلمون يوم ما بالعودة إلى وطنكم ، وقد تصبح مستحيلة وبعيدة المنال عودتكم .
لك الله أيها الشعب .