إخوان الشرعية وحرب اللا نهاية
رأي المشهد العربي
تصر حكومة الشرعية على أنْ تكون حجر عثرة، سواء فيما يتعلق بالحسم العسكري أو الاتفاق السياسي، ما يبرهن على أنّ الحكومة مخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي.
الحكومة التي تسير وفقًا للأهواء والأجندة الإخوانية عرقلت جهود التحالف العربي نحو حسم الحرب عسكريًّا، وذلك بسبب العلاقات المشبوهة التي جمعت بين المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية مع المليشيات الحوثية.
في الوقت نفسه، عرقل إخوان الشرعية العمل على تحقيق الاستقرار السياسي وذلك من خلال عملهم على إفشال مسار اتفاق الرياض الذي وُقِّع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في نوفمبر الماضي، وكان يهدف الاتفاق إلى ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، لكنّ المليشيات نجحت - على الأقل حتى الآن - في إفشال هذا المسار.
الآن جاء الدور على خطة السلام الأممية التي طرحها المبعوث مارتن جريفيث، وقد بررت حكومة الشرعية رفضها لمسودة الحل الشامل بدعوى انتقاصها من سيادتها.
هذه المسارات متشابهة إلى حد كبير، وكلها تؤكّد خبث النوايا الإخوانية وحرص حكومة الشرعية الخاضعة لهيمنة حزب الإصلاح على إطالة أمد الحرب إلى أطول فترة ممكنة.
هذه السياسة الإخوانية شديدة الخبث راجعةٌ في المقام الأول إلى حجم المكاسب التي يجنيها إخوان الشرعية من جرّاء إطالة أمد الحرب، سواء فيما يتعلق بالنفوذ الميداني على الأرض، بالإضافة إلى الأموال الضخمة التي كونها قادة الإخوان لا سيّما في ظل تفشي الفساد بين عناصر هذا الفصيل.
ويسعى إخوان الشرعية لاستمرار الحالة العبثية الراهنة بوضعها الحالي، لتظل جرائمهم تمر من دون رقيب أو حسيب، ليتمادى هذا الفصيل في جرائمه التي يندى لها جبين الشرف.
أمام كل ذلك، فإنّ غرس بذور بيئة آمنة في المنطقة برمتها وليس فقط في اليمن، أمرٌ متوقّف على القضاء على النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية، وهو تحرُّك شديد الأهمية ستجني ثماره المنطقة برمتها.