انزعاج مجلس الأمن.. هل يوقف لعب الحوثي بـنار صافر؟
بعد سلسلة من الضغط الدولي، عقد مجلس الأمن جلسة شديدة الأهمية حول خزان النفط صافر، الذي يُشكِّل قنبلة مؤجلة تهدّد المنطقة برمتها.
مجلس الأمن في ختام جلسته حول خطر تسرب النفط من الناقلة صافر، عبّر عن انزعاجه الشديد من تزايد خطر تمزق أو انفجار الناقلة.
وشدد في بيان، على أن أي تسرب من الناقلة صافر سيتسبب في كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية لليمن وجيرانه.
وأعربت الأمم المتحدة عن تخوفها من وقوع انفجار أو نشوب حريق في الناقلة، مؤكدة أنها بدون أي أعمال صيانة منذ 2015.
وأوضحت أن 25 مليون شخص سيتأثرون من التسرب النفطي من خزان صافر بالبحر الأحمر، مشيرة إلى أن غلق ميناء الحديدة سيؤثر بتضاعف أسعار الوقود في اليمن.
وحذرت الأمم المتحدة من أن 8 ملايين شخص سيتأثرون صحيا بفعل التلوث من جراء صافر.
المؤكّد أنّ انزعاج مجلس الأمن لا يمكن أن يكون حلًا للوضع العبثي الراهن، فالتهديد الذي يُشكّله هذا الخزان يستدعي وبشكل عاجل عمل المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات حاسمة وحازمة تردع المليشيات عن اللعب بالنار.
ويقع خزان صافر في منطقة رأس عيسى قبالة محافظة الحديدة في البحر الأحمر، وهو عبارة عن باخرة عائمة تستخدم لتفريغ النفط الخام القادم من حقول صافر النفطية في محافظة مأرب (170 كيلو مترًا شرق صنعاء).
والسفينة "صافر" عبارة عن خزان ضخم في ميناء رأس عيسى، كان يستقبل النفط الخام من حقول الإنتاج في محافظة مأرب، وبعد الحرب الحوثية توقف ضخ النفط، كما توقف تصدير الكمية المخزّنة، فضلا عن تعطل عملية الصيانة للخزان منذ العام 2015.
وهناك كارثة بيئية تُهدِّد المنطقة والعالم نتيجة تعنت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، في مواجهة النداءات الدولية التي تحذر من انفجار ناقلة النفط المتهالكة صافر.
وأظهرت صورٌ مسربة تداولها ناشطون، الوضع الكارثي داخل خزان النفط العائم "صافر" الذي يحوي نحو مليون و278 ألف برميل نفط خام، وحجم تآكل الخزان نتيجة عدم صيانته منذ خمس سنوات، وسط مخاوف عالمية واسعة من تسرب أو انفجار وشيك ينذر بكارثة بيئية في البحر الأحمر، يمكن أن تعد الأكبر في العالم.
المليشيات الحوثية استبقت جلسة مجلس الأمن بتلاعب خبيث ومفضوح، بإعلانها الموافقة على صيانة وتفريغ الخزان النفطي العائم "صافر".
التلاعب الحوثي كشفته مصادر مطلعة كشفت عن أنّ هذه الموافقة هي مجرد مناورة جديدة للمليشيات الحوثية؛ لتجنب أي عقوبات قد يتخذها مجلس الأمن الدولي.
وقالت المصادر إنّه بعد انقضاء الجلسة، أو دخول فريق الفنيين إلى السفينة، ستتنصل المليشيات من التزامها، كما حدث في اتفاقات السويد بشأن وقف إطلاق النار في الحديدة.
المصادر أوضحت أنّه بعدما يصل الفرق الفني للأمم المتحدة، ويعلن استحالة صيانة الخزان في موقعه، ستعود المليشيات الحوثية إلى رفض سحبه إلى أحد الموانئ القريبة لتفريغه ومن ثم بيعه.