ابتزاز رجال الأعمال.. سلاح غاشم حقّق للحوثي الثراء الفاحش
تملك المليشيات الحوثية الموالية لإيران سجلًا حافلًا في ابتزاز القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لا سيّما رجال الأعمال من أجل الحصول على أموالٍ منهم بغية تكوين ثروات ضخمة.
ففي أحدث الجرائم الحوثية في هذا الصدد، اعتقلت الأجهزة الأمنية الخاضعة لسيطرة المليشيات بمحافظة إب، أحد رجال الأعمال المعروفين.
مصادر "المشهد العربي" كشفت أنّ أطقمًا عسكرية تابعة للمليشيات اعتقلت رجل الأعمال خليل أبو الرجال داخل محل نجله، وسط مدينة إب، موضّحةً أنّ المليشيات اعتقلت أبو الرجال؛ لمطالبته بدفع واجبات الزكاة، على الرغم من أن المحل لم يمر على افتتاحه سوى بضعة أسابيع.
وأوضحت المصادر أنّ أبو الرجال حاول التفاهم مع قائد الطقم وموظفي الواجبات لإقناعهم بالأمر، لكنه لم ينجح في ذلك، حيث تمت معاملته بطريقة فجة وقاسية، ومن ثم جرى اقتياده إلى أحد السجون التابعة للمليشيات.
تندرج هذه الواقعة في إطار ما دأبت المليشيات على ارتكابه من أعمال ابتزاز استهدفت في المقام الأول التجار ورجال الأعمال بغية تكوين ثروات مالية ضخمة.
وأشهرت المليشيات الحوثية "سلاح الابتزاز"، في وجه الكثير من الفئات لا سيّما التجار من أجل إجبارهم على دفع الأموال لقادة وعناصر هذا الفصيل الإرهابي، عملًا على تحقيق ثروات ضخمة، في وقتٍ يعاني فيه السكان من أزمات إنسانية كبيرة.
واقعة ابتزاز رجل الأعمال ليست الأولى من نوعها، فمثالًا لا حصرًا، بدأت مليشيا الحوثي - مؤخرًا - تنفيذ طريقة جديدة لابتزاز أصحاب المحال التجارية في صنعاء، عبر إجبارهم على شراء براميل بلاستيكية منهم وتهديد الرافضين بالسجن.
وكشف لـ"المشهد العربي"، عددٌ من أصحاب المحال التجارية في صنعاء، أنَّ أطقمًا مسلحة تابعة للمليشيات المدعومة من إيران، تجوب يوميًّا الشوارع وتطالب المحال بشراء برميل بلاستيكي صغير للقمامة، رغم أنَّ كل المحال التجارية لديها براميل للغرض نفسه.
وترغم عناصر المليشيات، أصحاب المحال التجارية على شراء البرميل البلاستيكي الصغير بمبلغ ثمانية آلاف ريال في حين سعره في السوق لا يتجاوز ثلاثة آلاف و500 ريال .
ودأبت المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014، على استهداف سكان المناطق الخاضعة لسيطرتها، على نحو ضاعف معاناتهم، كما أوجد أسواقًا سوداء وأزمات في جميع المجالات.
وكثيرًا ما أقدمت المليشيات على اختطاف التجار في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتزج بهم في سجونها من أجل ابتزازهم والحصول على أموال طائلة منهم.
السياسة الحوثية الخبيثة فاقمت المأساة الإنسانية، وقد تسبَّب تعسف وابتزاز المليشيات في إقدام أغلب التجار على إغلاق متاجرهم، والتهديد بوقف أنشطتهم التجارية، احتجاجًا على سلوك المليشيات التي تسعى إلى إرغامهم على دفع الأموال لها من دون وجه حق.
وكشفت إحصاءات أنّه في عام 2019، استطاعت المليشيات الحوثية جني ما يصل إلى تريليوني ريال من الجبايات التي تفرضها على السكان في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، واتبعت المليشيات سياسات ترمي إلى تجريف الاقتصاد وجني أكبر قدر ممكن للأموال بطرق غير مشروعة، سواء عن طريق عائدات الضرائب أو الجمارك أو الزكاة.