قنبلة صافر وتغريدة الحوثي.. فصلٌ جديد من مراوغات المليشيات
جولة جديدة من المراوغة تمارسها المليشيات الحوثية فيما يتعلق بملف خزان النفط صافر، على النحو الذي يُهدّد حياة ملايين السكان وينذر بمخاطر بحرية إقليمية واسعة.
فبعدما وافق الحوثيون قبل أيام، على دخول بعثة فنية تابعة للأمم المتحدة إلى خزان صافر، جاء الدور على المراوغة من قِبل المليشيات، وذلك على لسان القيادي الحوثي البارز ورئيس ما تُسمى اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي الذي طالب الأمم المتحدة، بحل مشكلة خزان صافر، عبر طرف ثالث دولي محايد.
الحوثي قال عبر حسابه على "تويتر": "أبلغتنا وزارة الخارجية اليمنية بأسفها على مخالفة الأمم المتحدة لما تم الاتفاق عليه معها بخصوص صهريج "صافر"، ومع أن مكتب المبعوث طالب بالملاحظات خطيا إلا أننا نحملهم المسؤولية".
الحوثي لم يكتفِ بذلك، لكنّه اتهم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث بـ"المراوغة".
المراوغة الحوثية تمثل نوعًا جديدًا من الاستهداف لخزان صافر النفطي، الذي تستخدمه المليشيات من أجل تهديد الأمن الملاحي الإقليمي برمته.
وكانت المليشيات الحوثية قد أعلنت - أمام ضغط دولي كبير - موافقتها على صيانة وتفريغ الخزان النفطي العائم "صافر"، وذلك قبل ساعات من جلسة مجلس الأمن التي عقدت في 15 يوليو الجاري.
هذه الموافقة الحوثية مثّلت مناورة من قِبل المليشيات لتجنب أي عقوبات قد يتخذها مجلس الأمن الدولي، وحدث ما كان متوقعًا، حيث تنصلت المليشيات من التزامها، كما حدث في اتفاقات السويد بشأن وقف إطلاق النار في الحديدة.
ويقع خزان صافر في منطقة رأس عيسى قبالة محافظة الحديدة في البحر الأحمر، وهو عبارة عن باخرة عائمة تستخدم لتفريغ النفط الخام القادم من حقول صافر النفطية في محافظة مأرب (170 كيلو مترًا شرق صنعاء).
والسفينة "صافر" عبارة عن خزان ضخم في ميناء رأس عيسى، كان يستقبل النفط الخام من حقول الإنتاج في محافظة مأرب، وبعد الحرب الحوثية توقف ضخ النفط، كما توقف تصدير الكمية المخزّنة، فضلا عن تعطل عملية الصيانة للخزان منذ العام 2015.
وهناك كارثة بيئية تُهدِّد المنطقة والعالم نتيجة تعنت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، في مواجهة النداءات الدولية التي تحذر من انفجار ناقلة النفط المتهالكة صافر.
ويهدّد التسرب بتدفق 138 مليون لتر من النفط، في البحر الأحمر، بالإضافة إلى أنّ الأضرار الكارثية ستتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة وإيقاف وصول المساعدات الغذائية، وسيؤدي التسرب كذلك إلى إغلاق موانئ الحديدة، وارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 800%.
وفي جلسته الأخيرة، عبّر مجلس الأمن عن انزعاجه الشديد من تزايد خطر تمزق أو انفجار الناقلة، وشدد في بيان، على أنّ أي تسرب من الناقلة صافر سيتسبب في كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية لليمن وجيرانه.
وأعربت الأمم المتحدة عن تخوفها من وقوع انفجار أو نشوب حريق في الناقلة، مؤكدة أنها بدون أي أعمال صيانة منذ 2015، وأوضحت أن 25 مليون شخص سيتأثرون من التسرب النفطي من خزان صافر بالبحر الأحمر، مشيرة إلى أن غلق ميناء الحديدة سيؤثر بتضاعف أسعار الوقود في اليمن.