جرائم الحوثي الغاشمة.. إرهاب المليشيات يطال الكوادر الطبية
عملًا من المليشيات الحوثية على تأزيم الوضع الصحي، فقد ارتكب هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران الكثير من الاستهداف ضد الكوادر الطبية، وهو ما كبّد السكان كلفة باهظة.
فمن بين الجرائم الحوثية، أقدمت المليشيات هذا الأسبوع، على اختطاف رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة إب وبعض موظفيه، بعد التهجم على المرفق الصحي، والاعتداء عليهم من قبل مسلحين يقودهم المدعو "أبو رامي" وهو مشرف المليشيات في المحافظة.
وتهجّم المشرف الحوثي المدعو "أبو رامي" على المستشفى على متن دورية بصحبة مسلحين، وحاول إجبار مدير المستشفى الدكتور عبد الغني غابشة، على إخراج سيارات إسعاف المستشفى لأجل تشييع قتلى حوثيين، وبعد رفضه قام بالاعتداء عليه واقتياده وسائقي سيارات الإسعاف إلى جهة مجهولة.
وبلغ عدد المختطفين من الكادر الطبي سبعة أشخاص، بينهم رئيس هيئة مستشفى الثورة عبدالغني غابشة، ونائبيه الدكتور محمد عامر والدكتور محمد السعيدي، ومدير الحسابات وثلاثة من سائقي سيارات الإسعاف، حيث تم الاعتداء عليهم بالضرب قبل أن يتم الإفراج عنهم لاحقا بوساطة قبلية.
المليشيات الحوثية تمارس إرهابًا متصاعدًا ضد الكوادر الطبية في محافظة إب، وسجّلت نحو خمس حالات لاعتداءات ضد أطباء خلال يونيو الماضي.
تزايد الاعتداءات الحوثية ضد العاملين بالكادر الطبي يأتي في وقتٍ يبذل فيه الأطباء جهودًا للتصدي لجائحة كورونا بأبسط الإمكانيات، وقد توفي أكثر من 80 طبيبًا وعاملًا صحيًا منذ منتصف أبريل الماضي بسبب الجائحة.
ويعيش الأطباء في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، أوضاعا قاسية نتيجة توقف رواتبهم، فضلا عن المضايقات التي يتعرضون لها من قبل المليشيات وسلسلة الاعتداءات التي لا تنتهي.
الاستهداف الحوثي للكوادر الطبية هو جزءٌ من إرهاب ممنهج تمارسه المليشيات الموالية لإيران ضد القطاع الصحي بشكل عام، وهو ما صنع مأساة إنسانية بشعة كبّدت السكان كلفة باهظة.
وعلى مدار السنوات الماضية، يشهد اليمن أزمة صحية ربما تكون الأبشع على مستوى العالم، وقد غرست المليشيات الموالية لإيران بذور هذه الحالة من خلال سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي كبّدت المدنيين أثمانًا فادحة.
الأزمة الصحية تضاعفت أيضًا في ظل تعرّض المستشفيات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين لاستهداف غادر مارسته عناصر المليشيات ما أسفر عن خروج عدد كبير منها عن الخدمة، بالإضافة إلى أعمال نهب واسعة طالت المعدات الطبية من أجل الاستفادة من بيعها في السوق السوداء.