خروقات الشرعية في أبين.. مفخخات إخوانية لنسف اتفاق الرياض
تصر المليشيات الإخوانية على استهداف اتفاق الرياض عبر سلسلة طويلة من الخروقات، على النحو الذي يعبّر عبث الشرعية، وحجم معاداتها للجنوب والتحالف العربي أيضًا.
ومنذ توقيع الاتفاق في الخامس من نوفمبر الماضي وكان يهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، فقد دأبت الشرعية على خرق بنود الاتفاق عبر التصعيد العسكري ضد الجنوب.
ففي عدوان جديد من قِبل الشرعية، جدّدت مليشيا الإخوان خروقاتها لاتفاق وقف النار في محافظة أبين.
واندلعت مواجهات بين القوات المسلحة الجنوبية والمليشيات الإخوانية الإرهابية على امتداد جبتهي الطرية ووادي سلا، ودوت أصوات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في مختلف أنحاء المناطق السكنية المتاخمة للجبهتين.
إقدام الشرعية على خرق بنود اتفاق الرياض أمرٌ غير مستغرب بأي حالٍ من الأحوال، فقد كان متوقعًا من اليوم الأول لتوقيع الاتفاق أن تخرقه المليشيات الإخوانية، وذلك لأنّها وقّعت عليه مجبرةً تفاديًّا للحرج أمام التحالف وكذا أمام المجتمع الدولي.
اتفاق الرياض الموقّع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، كان يهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية التي شوّهتها "الشرعية"، إلا أنّ الاتفاق أجهِض - على الأقل حتى الآن - بسبب الخروقات الإخوانية المتواصلة.
ويقترب الاتفاق من إتمام تسعة أشهر على توقيعه، ولا يزال هذا المسار يراوح مكانه، بسبب الخروقات الإخوانية المتواصلة ويتجلّى ذلك في التصعيد ضد الجنوب.
وفيما تدعي الشرعية وقوفها إلى جانب التحالف العربي، فقد برهن الواقع أنّ هذه الحكومة المخترقة إخوانيًّا تعادي التحالف بنفس قدر عدائها للجنوب، بعدما أصبحت ذراعًا قطرية وتركية، تنفّذ أجندة متطرفة.
وفي هذه الأثناء، تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرة من أجل إنجاح الاتفاق، لكنّ هذه الجهود تصطدم بعراقيل تزرعها حكومة الشرعية من أجل إفشال التوصّل إلى أي اتفاق.
وفي وقتٍ سابق، كشفت معلومات عن وصول المشاورات الجارية حول تنفيذ اتفاق الرياض إلى طريق مسدود بسبب "المناورات الإخوانية"، في ظل هيمنة تيار قطر في حكومة الشرعية على مجريات النقاش الدائر حول اتفاق الرياض، وتشدده في رفض تنفيذه وفقا للمقاربة التي اقترحها التحالف العربي.
وتعمل العديد من القيادات البارزة في "الشرعية" التي يرجح خروجها من دائرة التأثير أو انتهاء دورها حال تنفيذ اتفاق الرياض، على عرقلته وإفشاله واتهام التحالف الراعي له بممارسة دور الوصاية على حكومة الشرعية.
ويوجد تيار نافذ في الشرعية، يسير وفقًا لأجندة معادية للتحالف العربي، أعدتها دولتا قطر وتركيا، عملًا على تعزيز النفوذ الإخواني, وهو ما يضر كثيرًا بالتحالف، ومع أي اقتراب للتوصّل إلى تهدئة على نحوٍ يضع الاتفاق في المسار الصحيح، فإنّ التيار الإخواني الموالي لقطر في حكومة الشرعية يعمد إلى عرقلة أي توافقات.