ألغام الحوثي تحصد رعاة الأغنام.. مهنةٌ تحوّلت إلى طريقٍ للموت
لا تزال تُشكل الألغام التي أغرقت بها المليشيات الحوثية، أرض اليمن تحصد الأرواح ضمن إرهاب مسعور نشرته المليشيات الموالية لإيران في كل حدبٍ وصوب.
ولعل القاسم المشترك بين أغلب ضحايا الإرهاب الحوثي عبر زراعة الألغام هي حوادث تقع أثناء رعي الأغنام، حيث تحوّلت هذه المهمة لما تشبه ذهاب نحو الموت.
ففي أحدث ضحايا هذا الموت الحوثي الغاشم، لقيت سيدة مصرعها في انفجار لغم زرعته مليشيا الحوثي، في إحدى العزل غرب محافظة تعز.
وفي التفاصيل، كشفت مصادر محلية أنَّ سيدةً تدعى فخرية سيف ثابت العفيري في العقد الرابع من عمرها لقيت مصرعها إثر انفجار لغم فردي في طريق بقرية حيجنة، أثناء رعيها الأغنام في منطقة الرحبة التابعة لمديرية جبل حبشي.
وعثر الأهالي على ثلاثة ألغام مضادة للأفراد محرمة دوليا لا تزال مزروعة في مكان الحادثة.
وكشفت تقارير حقوقية أنّ المليشيات الحوثية حوّلت اليمن إلى بلد المليون لغم، زرعتها وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين، في إطار ما يمكن تسميته "حدائق الموت".
ويقول مراقبون إنّ الخطورة تكمن في وجود كميات كبيرة من الألغام والذخائر غير المنفجرة، وخصوصًا المهملة منها، والتي لم يتم إزالتها على وجه السرعة، مما يُمّكن الجماعات الإرهابية من إعادة استخدامها كعبوات ناسفة.
الجريمة الحوثية التي أزهقت روح سيدة في تعز تمثّل حلقةً جديدةً من سلسلة الاعتداءات التي تشنها المليشيات ضد النساء، اللاتي تكبّدن كلفة باهظة بسبب هذه الجرائم الغاشمة.
وكشفت معلومات حقوقية عن تعرُّض 157 امرأة للاختطاف والاحتجاز والإخفاء القسري من المليشيات الحوثية خلال عامين فقط، وقد تعدّدت أسباب الاختطاف ما بين التظاهر للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي أو بسبب مخالفة الرأي والانتماء السياسي والتنقل بين المحافظات تعرضن خلال الاحتجاز للعنف اللفظي والتهديد بالاعتداء الجنسي عليهن، والعنف الجسدي وحرمانهن من التواصل مع ذويهن لإبلاغهم بتعرضهن للاحتجاز، وعدم الإفراج عنهن إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة، وأخذ التعهدات عليهن بعدم المشاركة في أي فعالية مستقبلاً.
كما أقدمت المليشيات على احتجاز أقارب بعض النساء بدلاً عنهن، فضلًا عن تعرُّض النساء الموقوفات في النقاط المستحدثة على مداخل المحافظات للاحتجاز ومنعهن من السفر وتركهن في العراء أو مناطق غير مأهولة بالسكان.