المرتزقة السوريون.. أردوغان يساند الشرعية بـجسر الإرهاب (تحليل)
على غرار ما حدث في ليبيا بنقل مرتزقة سوريين إلى هناك، يبدو أنّ النظام التركي الداعم للإرهاب وجّه بوصلته هذه المرة لتكرار هذه الفعلة الخبيثة، عبر نقل المرتزقة لدعم إخوان اليمن "حزب الإصلاح".
الحديث عمّا كشفه مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، الذي حذَّر من مخطط تركي لإمداد حزب الإصلاح (الحاضنة السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي)، بمرتزقة سوريين.
عبد الرحمن كشف أنّ هناك معلومات عن نقل القوات التركية مجموعة من المسلحين السوريين من عفرين الواقعة شمالي سوريا لتدريبهم في قطر عبر الأراضي التركية تمهيدا لنقلهم إلى اليمن.
ليست هذه المرة الأولى التي يتم الكشف فيه عن التحضير لنقل مرتزقة سوريين للقتال إلى جانب إخوان اليمن، ففي منتصف يونيو الماضي كشف المرصد السوري عن تشكيل عناصر استخباراتية تركية غرفة عمليات في مدينة عفرين السورية للإشراف على نقل مرتزقة من سوريا للمشاركة في الصراع الدائر باليمن.
وآنذاك، أفادت تقارير بأنّ المخابرات التركية فتحت مكتبا لتسجيل أسماء مُسلحي مليشيات أنقرة، الراغبين في التوجه إلى اليمن، للقتال إلى جانب الحزب الإخواني.
إقدام تركيا على مثل هذه التحركات لم يكن ليحدث من دون أن تكون حكومة الشرعية قد أفسحت المجال أمام التدخُّل التركي المشبوه، الذي يمثّل دعمًا لإرهاب الإخوان الذي يعادي الجنوب ويعادي التحالف العربي أيضًا.
ارتماء "الشرعية" في أحضان النظامين التركي والقطري يمكن القول إنّه يمثّل ابتزازًا للتحالف العربي.
ومنذ فترة طويلة، وضع النظام التركي اليمن على خارطة تدخلاته في الإقليم، وذلك بالتزامن مع عمل قيادات إخوانية على فتح الباب على مصراعيه أمام التدخل التركي في اليمن.
وزاد كثيرًا مستوى تدخل تركيا في اليمن بالتنسيق المباشر مع قطر وعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي وقياداته الموجودين في إسطنبول، باستخدام الأذرع الأمنية والاستخبارية التركية العاملة تحت لافتة مؤسسات العمل الإنساني مثل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية".
ولعب قيادات الإخوان في الشرعية الذين يقيمون في تركيا، دورًا في تعزيز النفوذ التركي في اليمن من خلال الصفات الرسمية التي تمنحهم مساحة كافية للاقتراب من دوائر صنع القرار في حكومة الشرعية، والتأثير عليها لصالح الأجندة التركية.
وضمن بنود المؤامرة ذاتها، شوهد في الفترة الأخيرة ضباط استخبارات أتراك في محافظتي مأرب وشبوة، في إطار بحث أنقرة عن نفوذ في المنطقة عبر التمركز في الصومال وإثارة قلاقل في سقطرى، وذلك عبر تنسيق كامل مع "إخوان الشرعية".
ويبدو أنّ أنقرة تحاول استخدام ملف اليمن من أجل ابتزاز دول التحالف العربي، ولعب دور مشابه لما تقوم به في سوريا وليبيا عبر جماعات إرهابية، وفي مقدمتها "الإخوان".
ومن أجل ذلك، حاولت أنقرة التسلل إلى الأزمة في اليمن، في إطار التحالف الخبيث بين إيران وقطر، مستغلة نفوذها المتزايد في فرع التنظيم الدولي للإخوان الذي يمثله حزب الإصلاح المسيطر على مفاصل حكومة الشرعية.
أمام ذلك، يمكن القول إنّ حالة الارتباك في صفوف حكومة الشرعية، في إدارة الملف العسكري إحدى نتائج الدور التركي المتصاعد، والتأثير السلبي لأنقرة على تيار الإخوان في حكومة الشرعية.
وأسهم التيار الموالي لأنقرة في تشتيت قائمة الأولويات لدى حكومة الشرعية وتسبب في تأجيج الخلافات الداخلية في معسكر المناوئين لمليشيا الحوثي، المدعومة إيرانيًّا.