الحوثي وبارود كورونا.. فتيلٌ زاد لهيب المأساة الإنسانية

السبت 25 يوليو 2020 02:43:00
 الحوثي وبارود كورونا.. فتيلٌ زاد لهيب المأساة الإنسانية

تتوالى التقارير الدولية التي توثّق الحالة المأساوية التي يعيشها ملايين السكان في اليمن، بعدما أفرزت الحرب الحوثية الغاشمة وضعًا حياتيًّا لا يُطاق.

وفيما كانت الأزمة الإنسانية بشعة للغاية، فقد جاءت جائحة كورونا لتفرض مزيدًا من الأعباء على السكان الذين يدفعون ثمنًا باهظًا كلفةً لحرب لا يُعرِف متى تنتهي.

وفي هذا الإطار، حذَّر المفوض الأوروبى لإدارة الأزمات والمساعدات الإنسانية جانيز لينارزيتش، من أنّ تفشي كورونا وتجدد القتال في اليمن ساعدا على تفاقم الوضع الإنساني.

وأشار المفوض الأوروبي في بيان له، اليوم الجمعة، إلى تدشين الاتحاد الأوروبي جسرًا جويًا إلى اليمن لتوصيل إمدادات الإغاثة العاجلة، التي تقدر بـ220 طنًا من المستلزمات الطبية.

وفيما سجّل فيروس كورونا حضورًا مرعبًا في مختلف دول العالم، فقد عملت المليشيات الحوثية على إفساح المجال أمام الجائحة لتنهش في عظام السكان الذين فاض بهم الكيل.

وفشلت المليشيات الحوثية فشلًا ذريعًا في اختبار كورونا، وقد تفشّت الجائحة على نحوٍ خرجت فيه الأمور عن السيطرة، حتى أصبح هذا الوباء جزءًا من الحياة اليومية لملايين السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الإرهابية.

ولعل ما فاقم هذا الوضع المرعب أنّ المليشيات الحوثية مارست سياسة خبيثة، قامت على تجاهل اتساع رقعة انتشار فيروس "كورونا" وتصاعد الوفيات والإصابات، فضلًا عن اتباعها أسلوبًا تمييزيًّا في التعامل مع الوباء لمصلحة عناصرها وقادتها على حساب السكان.

كما أنّ وباء كورونا الذي أرعب العالم، أكَّدت قيادات المليشيات في حكومتها "غير المعترف بها" أنَّ تفشيه لا يعنيها، وقد تمّ التعبير عن ذلك على لسان رئيس حكومة المليشيات عبد العزيز بن حبتور: "العالم يهرب من التجمعات هربًا من فيروس كورونا، وشعبنا اليمني ليس لديه شيء يخسره، فقد متنا من الكوليرا والدفتيريا وفيروسات كثيرة، والعالم لم يتحدث عن هذا الأمر، ومن الطبيعي أن يموت هؤلاء اليمنيون".

حملت تصريحات "بن حبتور" اعترافًا حوثيًّا مفضوحًا بأنّ تفشي وباء كورونا أمرٌ لا يشغلها على الإطلاق، لكنّ الأهم في مقابل ذلك هو الحصول على دعم أكثر عددٍ من المدنيين للزج بهم إلى الجبهات.

ولعل ما ضاعف من هذا الوضع المأساوي أنّ المليشيات الحوثية عملت في الأساس على غرس بذور بيئة صحية شديدة التردي، تضمنّت تفشي الكثير من الأوبئة القاتلة، فضلًا عن استهداف الكوادر الطبية.

تزايد الاعتداءات الحوثية ضد العاملين بالكادر الطبي جاء في وقتٍ يبذل فيه الأطباء جهودًا للتصدي لجائحة كورونا بأبسط الإمكانيات، وقد توفي أكثر من 80 طبيبًا وعاملًا صحيًا منذ منتصف أبريل الماضي بسبب الجائحة.

بالإضافة إلى ذلك، يعيش الأطباء في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، أوضاعا قاسية نتيجة توقف رواتبهم، فضلا عن المضايقات التي يتعرضون لها من قبل المليشيات وسلسلة الاعتداءات التي لا تنتهي.

الاستهداف الحوثي للكوادر الطبية هو جزءٌ من إرهاب ممنهج تمارسه المليشيات الموالية لإيران ضد القطاع الصحي بشكل عام، وهو ما صنع مأساة إنسانية بشعة كبّدت السكان كلفة باهظة.