سلمية المهرة تكسر بطش سلاح الإخوان
رأي المشهد العربي
برهنت حشود الغيضة التي توافدت من مختلف أنحاء محافظة المهرة، على التفاف الجنوبيين حول المجلس الانتقالي الجنوبي تحت علم الجنوب.
الحشود الغفيرة تحدت الترهيب الإخواني وشائعات كثيفة عن إلغاء التظاهرة لبلبة الرأي العام، أملًا في تشتيت الساعين إلى تلبية دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي للتعبير عن انحياز المهرة إلى هويتها الجنوبية.
خرج أهالي المهرة بعفوية إلى الغيضة تلبية لنداء ممثل الجنوب، ينشدون استعادة وطن محتل، حملوا معهم آمال في زوال الفساد ورموزه، بينما استقبلهم مرتزقة قطر الموالون للإخوان بالمتاريس والأطقم العسكرية، والقناصة على أسطح المباني.
ألاعيب وحيل الشرعية، ومرتزقة قطر الموالون للإخوان، عجزت عن إجهاض الفعالية الجماهيرية الكبرى، وحملت رسائل للداخل والخارج، أبرزها اصطفاف أهالي المهرة خلف المجلس الانتقالي الجنوبي، وتفويض قيادته في تمثيل الجنوب وتطلعات شعبه دوليًا وإقليميًا.
وفي مقابل فشل المرتزقة الموالون للأجندة القطرية الإخوانية في وأد الفعالية الجماهيرية، انحازت أصوات المتظاهرين إلى رموز المهرة وشيوخها ورفضت الإساءة إليهم، بالمثل كما طغت أصوات الجماهير بنداءات سلمية، على أزيز رصاص المليشيات الإخوانية الإرهابية.
تناقض المشهد، فضح عدوانية تنظيم الإخوان الإرهابي ومرتزقة قطر، في التعامل مع حراك شعبي سلمي عفوي، حمل مطالب مشروعة، لاستعادة حقوق تاريخية، ليعجز الرصاص عن ترويعه أو تفريقه.
وكما فرضت حشود المهرة إرادتها في وجه آلة عسكرية غاشمة واجتاحت متاريسها بسلميتها، وإيمانها بقضية الجنوب، فإن الطريق إلى استعادة دولة الجنوب يتطلب الحفاظ على اللحمة الوطنية خلف المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى حين تحقق نصر أوشك أن يبصر النور.