تغيير الهوية.. حرب من نوع آخر يخوضها الانتقالي في المهرة
يخوض المجلس الانتقالي الجنوبي حربًا من نوع آخر في المهرة تقوم على مقاومة تغيير هوية المحافظة الجنوبية لصالح عناصر يمنية يجري الزج بها بشكل منظم من الشمال إلى المحافظة في محاولة للبحث عن موطئ قدم جديد للشرعية التي فقدت غالبية مواقعها في الشمال بفعل خيانتها التحالف العربي وتنسيقها المستمر مع مليشيات الشرعية.
حققت الانتفاضة الشعبية التي اندلعت، أمس السبت، بالمهرة أهدافها، لأنها بينَت للقوى الداخلية والخارجية أن هناك كتلة صامدة من أبناء المحافظة ستقف حائلا أمام محاولات التغيير الديموغرافي التي تجري على قدم وساق من أجل تغيير هوية المحافظة الجنوبية، وأن هناك رصدا دقيقا لعمليات نقل المواطنين إلى المحافظة برعاية جهات إقليمية معادية على رأسها قطر وتركيا وإيران، وأن ذلك يوضح التنسيق القوي بين الشرعية والحوثي والعناصر الاستخباراتية التركية والإيرانية بالمحافظة.
تخوض المهرة حربًا لا تقل شراسة عن التي تواجهها شبوة التي يتواجد فيها حشود عسكرية إخوانية تابعة للشرعية، لأن الحفاظ على ديموغرافية المحافظة في ظل المخططات الإرهابية والإقليمية يعد أمرًا بالغ الصعوبة، لكن يمكن الانتصار عليه بالحفاظ على الكتلة الشعبية الرئيسية في المحافظة والتي أظهرت إدراكها خطورة المخططات التي تواجهها المحافظة.
يعد تطبيق الإدارة الذاتية في محافظة المهرة أمرًا مهمًا للغاية يما يخلق بيئة حاضنة داعمة للمجلس الانتقالي الجنوبي داخل المحافظة، وتلفظ العناصر الشمالية التي تصل إلى المحافظة بين الحين والآخر، كما أن أهمية حضور الانتقالي تكمن في مواجهة السلطات المحلية بالمحافظة والتي تتعاون مع أطراف إقليمية معادية للجنوب، وأضحى من المهم قطع الصلات بين الإدارة الإخوانية للمحافظة وبين هذه الأطراف، وأن ذلك لن يتحقق من دون وجود إرادة شعبية من أبناء المحافظة الأصليين.
قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، فضل الجعدي، اليوم الأحد، إن شرعية الإخوان لاحاضن ولا قبول لها في الجنوب، مشيرا إلى أن القضية الجنوبية أكبر من الإرهاب والترهيب.
وكتب عبر تدوينة له على "فيس بوك": "أثبتت حشود حضرموت والمهرة أن الشرإخونجية لا حاضن لها ولا قبول في الجنوب ، وأن القضية الجنوبية أكبر من الإرهاب والترهيب ، وأن ترسانة الأسلحة والبلطجية والنقاط لن تصمد أمام الغضب الشعبي الهادر، ولن تمنع الناس من الانتصار لقضيتهم، وحربًا أو سلمًا لن تكسروا إرادة الجنوب وأبنائه" .
فيما أكد المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، أن محافظة المهرة نجحت في مواجهة المحاولات الإخوانية الفاشلة للعبث بتركيبتها الديمغرافية.
وكتب في تغريدات عبر "تويتر": "ما حدث بالأمس يؤكد أن الهوية الجنوبية لمحافظة المهرة صمدت ونجحت في مواجهة المحاولات الإخوانية الفاشلة للعبث بتركيبتها الديمغرافية والتي قادت لرفع نسبة عدد السكان إلى 6.5 ملايين نسمة".
وأضاف: "ما حدث في المهرة بالأمس هي رسالة شعبية للمليشيات الإخوانية مفادها (إذا الشعب يوما أراد الحياة) فلن يوقفه رصاص الإخوان، ولن يوقفه خطابات التهديد والوعيد الذي تمارسه مليشيات الإخوان".
فيما أكد المحلل السياسي الدكتور حسين لقور، أن محاولة اليمنيين تغيير التركيبة الديموغرافية بالمهرة وتوطين الملايين فيها فشلت، وقال في تغريدة عبر "تويتر": "البلاد بلاد المهري وليس بلاد الذماري".
وأضاف: "اليمنيون في المركز المقدس أرادوا أن تكون المهرة وأجزاء من حضرموت وطنا جديدا وبديلا لهم وخططوا لتوطين ثلاثة ملايين يمني فيها"، وأوضح: "لكن هذا الرهان على التغيير الديموغرافي فشل وأصبح هؤلاء المستوطنون الجدد منبوذين في أوساط أهل الأرض وسيخرجون".
وهو ما أكد عليه أيضا المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، الذي أشار إلى أن محافظة المهرة هزمت المحور القطري والتركي والإيراني، مؤكدًا أن أبناء المهرة قالوا كلمتهم بالأمس.
وكتب في تغريدات عبر "تويتر": "محافظة المهرة لم تهزم فقط الإخوان والحوثي بل هزمت من بعدهم المحور القطري والتركي والإيراني، وهزمت من يدعي الحياد وهو عنصر رئيسي في تهريب السلاح للحوثيين عبر منافذه".
وأضاف: "محافظة المهرة قالت كلمتها بالأمس بأنها جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي الجنوبي وأنه لن تنجح محاولات الإخوانجية في سلخها من هويتها الجنوبية".