مظاهرات المهرة تكشف تقليم أظافر قطر بالجنوب
سعت دويلة قطر إلى إفشال المظاهرات التي اندلعت في محافظة المهرة، أمس السبت، وذلك من خلال الزج بالعناصر المحسوبين على التيار الموالي لها داخل الشرعية، والزج بالمرتزقة إلى المحافظة من أجل أن تكون مهمتهم الأساسية إفشال خروج أبناء المحافظة إلى ساحات التظاهر، وبالرغم من جهودها الحثيثة التي هدفت إلى وأد المظاهرات، غير أنها فشلت في مخططها بل إن أبناء الجنوب لقنوها دروسًا في الانتماء للوطن.
يعكس الفشل القطري في إفشال المظاهرات قدرة أبناء الجنوب على تقليم أظاهر الدوحة بالجنوب، بعد أن كانت تعتقد في السابق أنها قادرة على تمرير أجندتها بالمال والسلاح الذي تقدمه لمليشيات الشرعية، غير أنها تلقت هذه المرة نتائج محبطة، وتكرر الأمر أيضًا في محافظة أرخبيل سقطرى بعد أن خسرت نفوذها هناك والذي كانت تعًول عليه من أجل التمهيد للتدخل التركي.
استطاع الجنوب أن يضيق الخناق على التدخلات القطرية الداعمة لمليشيات الشرعية بعد أن أثبت قدرة عسكرية وسياسية ودبلوماسية فائقة في التعامل مع ألاعيب الشرعية التي وجدت نفسها في موقف ضعف هي وداعموها، وبالتالي لجأت الشرعية إلى الكشف عن العديد من أوراقها وظهر الدعم القطري المقدم إلى الشرعية للعلن بعد أن كان سرًا منذ أن كشف التحالف العربي خيانتها في العام 2017، وبالتالي فإن الدوحة أضحت في نظر أبناء الجنوب عدوا وداعما رئيسيا للاحتلال الإخواني والحوثي.
حاولت وسائل الإعلام المحسوبة على قطر قلب الحقائق تجاه ما يجري في المهرة وحاولت تصوير الأمر على أن هناك محاولات للتصعيد من قبل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في المحافظة في حين أن الذي حدث هو العكس بعد أن دفعت قطر بعناصرها المحسوبين عليها إلى المحافظة قبل ساعات من انطلاق المظاهرة من أجل إفشالها ومحاولة إدخال المحافظة في دوامة من العنف والعنف المضاد والذي يسمح بنشر أعداد أكبر من المرتزقة التابعين لها.
وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة "العرب" اللندنية، عن تحشيد عسكري غير مسبوق شهدته محافظة المهرة، السبت، بعد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي عن تنظيم فعالية جماهيرية لدعم الإدارة الذاتية، مشيرة إلى وصول أبرز وجوه التيار القطري في الحكومة اليمنية إلى المحافظة بهدف إفشال تظاهرة الانتقالي.
وأكدت المصادر وصول المدعو صالح الجبواني وعبدالعزيز جباري برفقة مئات العناصر المسلحة التي تم تدريبها في معسكرات أنشأها الجبواني في شبوة بتمويل قطري، وأن كلاً من الجبواني وجباري شاركا في اجتماع ضم وزير الداخلية الموالي لقطر أحمد الميسري وعلي سالم الحريزي رجل الدوحة الأول في المهرة بهدف تنسيق الجهود لعرقلة وصول المشاركين في التظاهرة إلى مدينة الغيضة مركز محافظة المهرة.
وحاولت عصابات الإخوان المدعومة من تركيا وقطر إخماد الفاعلية، عن طريق إطلاق النيران، مساء اليوم السبت، لتفريق المُشاركين في فعاليات الإدارة الذاتية بالغيضة، ورفض المشاركون في الفعاليات، ترك الميدان وواصلوا فعالياتهم بثبات، مع التزامهم الكامل بالسلمية وضبط النفس.
وأبدى المتظاهرون تمسكهم بتطبيق الإدارة الذاتية، وطرد مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، التي تواصل من خلال أجهزتها الأمنية التنكيل بأبناء المحافظة.
ومن جانبه أكد المحلل السياسي، الدكتور حسين لقور، أن المهرة قضت على مخططات عصابات الشرعية والإخوان وقطر وتركيا الإرهابية، موضحا أنها تحدت إرهابهم وأيدت الإدارة الذاتية.
وكتب "لقور" في تغريدة بتويتر": "اعتقد خفافيش الظلام أنهم سيرهبون أبناء الجنوب المهريين بإنزال عصابات التهريب وتجار السلاح إلى شوارع الغيضة لمنعهم من التظاهر سلميا لدعم الإدارة الذاتية في الجنوب"، وأضاف: "لكن خابت آمالهم وسقطت رهاناتهم على مرتزقة الحوثة وقطر وتركيا".