التحالفات الإقليمية الخفية تجمد مبادرات غريفيث للحل في اليمن
قدم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عدة مبادرات للحل السياسي غير أنها واجهت رفضًا من المليشيات الحوثية كعادتها، إلى جانب أنها حظيت برفض الشرعية أيضا هذه المرة، ما يبرهن على أن التحالفات الإقليمية الخفية بين إيران الداعمة لمليشيا الحوثي وكذلك قطر وتركيا الداعمتين لتيار داخل الشرعية قد دفعت لتوحيد مواقف الطرفين من خطط المبعوث الأممي.
أعلنت الشرعية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، اليوم الأحد، موافقتها على المقترحات التي قدمها المبعوث الأممي في مايو الماضي، بما في ذلك كافة الترتيبات الاقتصادية والإنسانية المقترحة، غير أنها أعربت عن عدم موافقتها على التعديلات الجديدة التي أضيفت على المسودة السابقة والمنحازة للحوثيين.
يأتي ذلك في الوقت الذي صعًدت فيه المليشيات الحوثية من هجومها ضد المبعوث الأممي، اليوم الأحد أيضا، واعتبرت أن أيامه ستكون معدودة في منصبه طالما أنه لم يعدل من طريقة عمله، في خطوة تعبر عن غطرسة إيرانية تحاول إملاء كلمتها على المجتمع الدولي بأسره بالرغم من انخراطها في ارتكاب جرائم إرهابية في اليمن.
يرى مراقبون أن هناك حالة من الضعف الدولي في مواجهة الأطراف المعرقلة لخطط السلام، وتحديدا المليشيات الحوثية التي تتهرب من جميع الخطط التي أعلن عنها المبعوث الأممي في السابق، وأن التحالفات الإقيليمية بين عدد من الدول التي لديها حضور على الساحة تتسبب في تجميد تلك المبادرات.
اعتبرت صحيفة "البيان" الإماراتية، أن الوساطات الأممية لوقف القتال باليمن غير قابلة للتطبيق، مشككةً في نجاحها على الأرض، وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أمس السبت، أن هناك اقتراحات لتنشيط الوساطة المحلية، باعتبارها أكثر فاعلية.
ولفتت إلى أن وجود اتهامات مباشرة للمبعوث الأممي مارتن غريفيث بعدم إحراز أي تقدم ملموس، في ترجمة دعوة وقف إطلاق النار إلى واقع، مؤكدة أن الحرب في اليمن تنطوي على شبكة معقدة من الأهداف والأطراف الفاعلة، والأبعاد المحلية الأخرى التي تصعب من مهام غريفيث.
وعلى جانب آخر تطلع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، اليوم الأحد، إلى التوصل لحل شامل ومُستدام في اليمن، وأبدوا، دعمهم الكامل لجهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث في تحقيق السلام المنشود باليمن.
أكد السفير الروسي فلاديمير ديدوشكين، حرص بلاده على وضع معالجات سريعة لقضية خزان "صافر" النفطي، ودعا ديدوشكين اليوم الأحد، إلى ضرورة إيجاد حل سريع جدًا؛ لتفادي كارثة بيئية محتملة، ونوه إلى أهمية الحرص على وضع حد لمعاناة السكان، عبر إحلال السلام وتطبيق مرجعيات الحل السياسي.
ومن ناحيته أكد الشيخ محمد العرشاني، القيادي في المقاومة الوطنية، أن مليشيا الحوثي الإرهابية، تستغل ملف ناقلة النفط صافر، كورقة ضغط وتسجيل موقف سياسي.
وشدد في تصريحات صحفية، اليوم الأحد، على أن المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، لا تدرك العواقب الوخيمة التي قد يتسبب بها انفجار الناقلة.
وأوضح أن المليشيات الحوثية همها الأول والأخير مصالحها الشخصية، موضحًا أن السلوك الحوثي هو ممنهج ويعتمد على إهدار التعهدات، منتقدا سكوت المجتمع الدولي وتخاذله تجاه مخاطر تسرب ناقلة النفط صافر محليًا وإقليميًا.