الإطار الجديد لاتفاق الرياض.. كيف يسلم من مفخخات إخوان الشرعية؟
دخل اتفاق الرياض تحديًّا جديدًا بعدما أعلنت المملكة العربية السعودية عن آلية جديدة، أثارت تساؤلات عن مدى نجاحه في الفترة المقبلة.
ونصّ المقترح السعودي على نقاط تنفيذية، تتضمن وقف إطلاق النار والتصعيد بين حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
ودعا المقترح إلى تخلي المجلس الانتقالي الجنوبي عن الإدارة الذاتية وتعيين محافظ ومدير أمن للعاصمة عدن، كما نص على تشكيل رئيس الوزراء اليمني حكومة كفاءات سياسية خلال 30 يومًا، وخروج القوات العسكرية من العاصمة عدن، وفصل قوات الطرفين في محافظة أبين.
وشملت المقترحات السعودية أيضًا تشكيل أعضاء الحكومة مناصفة بين الشمال والجنوب، بوزراء مرشحين من المجلس الانتقالي الجنوبي، لمباشرة مهامهم من العاصمة عدن، واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض.
اتفاق الرياض كان قد وقِّع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي، وكان يهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية الموالية لإيران، بعدما شوّهتها حكومة الشرعية على مدار السنوات الماضية.
انتهى الإطار الزمني لاتفاق الرياض "في هيكله الأول" دون أن يحقّق شيئًا، وهذا بسبب سلسلة الخروقات العديدة التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة للشرعية التي تعمّدت إفشال الاتفاق عبر سلسلة اعتداءات استهدفت الجنوب وتهديد أمنه وشعبه.
إفشال إخوان الشرعية لاتفاق الرياض على مدار الأشهر الماضية كان راجعا بشكل رئيسي إلى مخاوف هذا الفصيل الإرهابي على مصالحه ونفوذه، لا سيّما أنّ الاتفاق تضمّن تشكيل حكومة جديدة، تخلو من نفوذ حزب الإصلاح الإخواني.
أمام هذا الوضع، فقد أثيرت العديد من التساؤلات في هذا الوقت المبكّر عن مدى التزام حكومة الشرعية في المرحلة المقبلة بالآلية الجديدة لاتفاق الرياض.
ويبدو أنّ المملكة العربية السعودية، الحريصة على إنجاح الاتفاق، ستكون مطالبة بفرض الكثير من الضغوط على الشرعية من أجل تفويت الفرصة أمام التيار الموالي لقطر وتركيا، وهو تيار نافذ في الشرعية يملك الكثير من النفوذ ويدير الأمور بكثير من العبث.
يرتبط ذلك على وجه التحديد بالموقف العدائي الذي يحمله إخوان الشرعية ضد السعودية والتحالف العربي إجمالًا، وظهر ذلك جليًّا في عديد التصريحات والتحركات التي نفّذ فيها إخوان الشرعية، بينهم من يقيم في الرياض، تعليمات قطرية وتركية حملت عداءً مفضوحًا ضد المملكة.