اتفاق الرياض وضبط بوصلة الحرب.. غاية استراتيجية يستهدفها إخوان الشرعية

السبت 1 أغسطس 2020 02:26:00
 اتفاق الرياض وضبط بوصلة الحرب.. غاية استراتيجية يستهدفها إخوان الشرعية

تتوالى ردود الأفعال المتعلقة بالآلية الجديدة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية، فيما يتعلق بتسريع اتفاق الرياض، الموقّع بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية.

ففي هذا الإطار، قالت صحيفة "العرب" إنّ إعلان المملكة العربية السعودية آلية تنفيذ اتفاق الرياض يعكس إصرارًا سعوديًّا على إنهاء الخلافات، موضحةً أنّ هذه التحركات تكشف عن رغبة واسعة لتوحيد الصفوف من أجل استكمال عمليات دحر المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وبحسب الصحيفة، تنص آلية تسريع اتفاق الرياض على استمرار وقف إطلاق النار والتصعيد، وتشكيل حكومة مناصفة.

اتفاق الرياض وقّعه المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي في العاصمة السعودية، وذلك بهدف ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بعدما شوّهتها المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية.

وفيما نصّ الاتفاق على أن يكون إطاره الزمني ثلاثة أشهر بُعيد توقيعه، إلا أنّ مدته الزمنية دون إنجاز شيء على الأرض بعدما أقدمت المليشيات الإخوانية على ارتكاب العديد من الخروقات والانتهاكات.

الاتفاق كان يهدف في الأساس إلى ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، بعدما تسبّبت المليشيات الإخوانية في تشويه هذه البوصلة طوال الفترة الماضية بسبب علاقاتها المشبوهة مع المليشيات الموالية لإيران.

إفشال إخوان الشرعية لاتفاق الرياض على مدار الأشهر الماضية كان راجعا بشكل رئيسي إلى مخاوف هذا الفصيل الإرهابي على مصالحه ونفوذه، لا سيّما أنّ الاتفاق تضمّن تشكيل حكومة جديدة، تخلو من نفوذ حزب الإصلاح الإخواني.

أمام هذا الواقع، فإنّ الأهمية الاستراتيجية للاتفاق التي تتمثّل في ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين باتت تستلزم من قِبل الرياض العمل على كبح جماح النفوذ الإخواني للشرعية، وعدم إفساح المجال أمام هذا الفصيل الإرهابي ليتمادى في مخططه الخبيث.

ومن غير المستبعد على الإطلاق أن تمارس المليشيات الإخوانية مزيدًا من الاستهداف لبنود اتفاق الرياض عملًا على إفشاله، وهذا مرتبطٌ بأنّ حالة الترهُّل التي تهيمن على الشرعية هي في الأساس تخدم نفوذ حزب الإصلاح.

ما يرجّح من هذا الطرح أنّ هناك تيارًا في حكومة الشرعية يوالي قطر وتركيا، ويعمل على تنفيذ تعليماتهما في استهداف واضح وصريح للتحالف العربي.

وفي وقتٍ سابق، كشفت تقارير أنّ هناك توزيعًا للأدوار يتمثل في أنّ قيادات في حكومة "الشرعية" تهاجم دولة الإمارات العربية المتحدة، وفروع تنظيم الإخوان الإرهابي تهاجم المملكة العربية السعودية، فيما من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة، حال تنفيذ اتفاق الرياض، موجة جديدة من النزوح السياسي من أتباع "الشرعية" نحو عواصم معادية لدول التحالف العربي مثل إسطنبول والدوحة.