ذكرى استشهاد أبو اليمامة.. بطلٌ تدفّق حب الجنوب في عروقه
"شهيدٌ أحبَّ وطنه ودافع عنه حتى نال الشهادة".. منير محمود اليافعي، أبو اليمامة، ليس مجرد شهيد طالته يد الغدر لكنّ دماءه روت طريقًا لوطنٍ اسمه الجنوب، ومسعاه هو استعادة حريته.
تحل اليوم الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد أبو اليمامة، الذي ارتقى في هجوم صاروخي أطلق من الشمال الغربي للعاصمة عدن على معسكر الجلاء في مدينة البريقة.
يظل "أبو اليمامة" واحدًا من الأبطال الذين لن ينساهم الجنوبيون أبدًا، بعدما ضحّى بروحه من أجلهم، وهو ما يعطيهم قوةً لتحقيق حلم الاستقلال واسترداد الدولة مهما كثرت التحديات وزادت ضخامتها.
اليافعي ولد بمديرية يافع بمحافظة لحج في العام 1974، وشارك في معارك عديدة أبرزها تحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية في العام 2015، وكذلك شارك في تحرير المحفد من تنظيم القاعدة في العام 2018، كما قاد العديد من عمليات إلقاء القبض على العناصر الإرهابية في العاصمة عدن، ونجا اليافعي من عدة محاولات اغتيال سابقة.
استشهاد أبو اليمامة فجّر قنبلة غضب واسعة، وأحدث حزنًا كبيرًا على ذلك البطل الهمام الذي سار حب الجنوب في عروقه.
استشهاد أبو اليمامة مثّل حالة دفع قوية في القضية الجنوبية، وقد غرست مزيدًا من حب الوطن في قلوب أبنائه، فداءً لشهيد ارتقى بعدما سطَّر كثيرًا من البطولات في ميادين الشرف والكرامة، عندما واجه الأعداء بقلب أسد لا يخاف إلا الله ولا يطلب إلا الشهادة في سبيله دفاعًا عن أمن وطنه وحرية شعبه واستقراره.
كما أنّ استشهاد أبو اليمامة فضح عنصرية إخوانية خسيسة، فبعد ارتقائه، عجَّت حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الإخوانية التي تعد كتائب مليشياوية إلكترونية لحزب الإصلاح بعبارات لم تخلُ من الشماتة الفجة في ارتقاء هذا البطل الهُمام.
هذه الممارسات الإخوانية لم تكن في حاجة إلى تفسير، فالأمر راجعٌ بشكل رئيسي إلى أنّ الرجل كان دائما ما يفضح إرهاب "الإصلاح" وأجنداته المكتظة بالعنف والتطرف.
وكان "أبو اليمامة" أعلن صراحةً وقوفه ضد حزب الإصلاح الإخواني النافذ في الشرعية، وعمد إلى فضح جرائمهم الإرهابية على مدار الفترات الماضية، وهو ما صنع كراهيةً في قلوب عناصر "الإصلاح" من هذا البطل الشهيد.
وظهر العميد اليافعي في مايو 2019، في مقابلة تلفزيونية، أكَّد خلالها ألوية تأسّست بعد أن استفحلت جرائم عصابات القاعدة وداعش ومهرّبي الأسلحة والمخدرات المدعومة من قوى متنفذة تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، وذراعها اليمنية حزب الإصلاح.
كما ردَّ آنذاك على دعوات أطلقها نشطاء من "الإصلاح" طالبوا خلالها بضم الحزام الأمني وإخضاعه لقيادة وزارة الدفاع قائلا: "هذه دعوة للانضمام إلى 70% النائمين في منازلهم بحسب إفادة وزير دفاع وزير الشرعية اليمنية شخصيا، ولن نقبل أن نكون جزءا من المتخاذلين".