عمال النظافة في مناطق الحوثي.. مهمّشون جنّدتهم المليشيات للتجسُّس
لا تتوقّف المليشيات الحوثية عن استخدام المهمشين من أجل تحقيق مصالحها وخدمة نفوذها، على النحو الذي يستهدف السكان في المقام الأول.
ففي تحرك جديد يحمل كثيرًا من الخبث، أقدمت المليشيات الحوثية على توظيف أكثر من 120 عامل نظافة من المهمشين في محافظات صنعاء وريمة وذمار وعمران والمحويت والحديدة وإب.
مصادر مطلعة أبلغت صحيفة "الشرق الأوسط"، أنّ مهمة هؤلاء العمال تتمثّل في القيام بمهام التجسس والتنصت على الموظفين والسكان والتجار في الأماكن والشوارع والطرقات العامة بهدف معرفة ميولهم وتوجهاتهم وهل يكنون الحقد والعداء للمليشيات.
وبحسب المصادر، فإنّ المليشيات تستغل ظروف وحاجة المهمّشين الصعبة من خلال إيكال مهام إليهم تحت قوة الضغط والتهديد وجعلهم سببًا في اعتقال واختطاف العشرات إن لم يكونوا بالمئات من التجار والسكان المناوئين والرافضين لسياسات وجرائم المليشيات.
وبشكل يومي، يحصل مشرفو المليشيات على حزمةٍ من المعلومات من عمال النظافة، بعد أن زرعتهم كجواسيس بعدد من الأماكن والطرقات والشوارع الرئيسية.
المخطط الحوثي يندرج في إطار تحركات المليشيات الرامية إلى تضييق الخناق على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وذلك ضمانًا لوأد أي حركات مناوئة قد تندلع ضد هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
ومن أجل تحقيق هذه الغاية، فقد لجأ الحوثي إلى استغلال المهمّشين، وهم أفرادٌ ذاقوا مرارة البطش والخذلان، ويعانون من عواقب الحرب الوخيمة.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها مليشيات الحوثي، المهمّشين لتحقيق مصالحها وخدمة نفوذها، ففي وقتٍ سابق أقدمت المليشيات على تجنيد مدنيين مهمشين والزج بهم في جبهات الموت.
وفي يوليو الماضي، نظّمت مليشيا الحوثي فعاليات ومهرجانات لفئة المهمشين في صنعاء، ومناطق أخرى تحت شعار دمج هذه الفئة في المجتمع والزج بشباب هذه الشريحة إلى الجبهات.
المليشيات نظّمت - بشكل متزامن - مهرجانات للمهمشين في صنعاء وإب وحجة، في إطار خطة واسعة لتجنيد شباب هذه الشريحة تحت لافتة تنفيذ مشروع دمج "أحفاد بلال" في المجتمع والذي دعا إليه زعيم المليشيات الإرهابية عبدالملك الحوثي.
وسبق أن عقدت المليشيات الحوثية اجتماعات في صنعاء تحت شعار دمج من يسمونهم "أحفاد بلاد" في المجتمع لا يشارك فيها أي من ممثلي هذه الفئة، وهذه الاجتماعات لا تبحث تقديم خدمات ومساعدات لهذه الفئة وإنما عقد دورات طائفية لهم، وفعاليات لحث المهمشين على الانخراط في القتال إلى جانب المليشيات الحوثية واستغلال شباب هذه الفئة في القتال.