الشرعية والتحالف.. العداء والمخاطر
رأي المشهد العربي
منذ التوقيع على اتفاق الرياض في نوفمبر الماضي، ومع آلية التسريع التي أعلنتها السعودية مؤخرًا، حدث ما كان متوقعًا.. فالتيار الإخواني المهيمن على حكومة الشرعية واصل سياساته العدائية الخبيثة.
ميدانيًا، أقدمت المليشيات الإخوانية من جديد على خرق الاتفاق، وواصلت اعتداءاتها ضد الجنوب، الذي يملك بدوره حقًا أصيلًا في الدفاع عن نفسه وحماية أراضيه.
سياسيًا، لم يكد يُعلن عن آلية تسريع الاتفاق حتى تحوّلت الأبواق الإخوانية الموالية لقطر وتركيا لاستهداف التحالف العربي، وإطلاق تصريحات عدائية للغاية ضد السعودية والإمارات، على نحو يستهدف خدمة مصالح إخوانية.
السعودية إن أرادت إنجاح الاتفاق، ستكون أمام مهمة شاقة من أجل القضاء على النفوذ الإخواني المهمين على "الشرعية"، وهذا الأمر لن يتحقق بسهولة أو بسرعة، وهذا يرجع إلى أن حزب الإصلاح مثّل سرطانًا متوحشًا نهش في عظام مختلف المؤسسات، كما غرس عناصره ومرتزقته من أجل حماية نفوذه ومصالحه.
الرياض وهي تسعى لاستقرار الأوضاع سياسيًا من أجل أن يحقق التحالف غاياته، تيقّنت مدى الخطر الذي يمثله النفوذ الإخواني المهيمن على الشرعية.
مبعث هذا الخطر يتمثل في العلاقات الخبيثة، سيئة السمعة التي تجمع بين المليشيات الإخوانية وشقيقتها الحوثية، والتي تقوم على إقدام مليشيا حزب الإصلاح على تسليم جبهات استراتيجية للحوثيين وتجميد جبهات أخرى في ابتزاز رخيص وتهديد مباشر من قبل إخوان الشرعية بالتحالف.
الأكثر من ذلك أنّ هناك ما يمكن اعتباره "تيارًا قطريًا" في حكومة الشرعية، يعادي التحالف بشكل واضح وصريح، وبات هناك تقاسم وتوزيع للأدوار بين هؤلاء المرتزقة الذين وظّفهم "محور الشر" من أجل خدمة النفوذ الإخواني.
كل هذا الواقع للمشهد المعقد في الوقت الراهن كبّد التحالف العربي أضرارًا عديدة، لعل أبرزها هو تأخر حسم الحرب على المليشيات الحوثية، طوال الفترة الماضية.
وبالتالي، لا يجب تضييع المزيد من الوقت وبات لزامًا اتخاذ ضمانات تجبر الشرعية على الالتزام بمسار اتفاق الرياض، وكذلك فرض إجراءات تقضي على النفوذ الإخواني الموالي لقطر وتركيا من معسكر الشرعية.