الحوثيون ومعاداة الإنسانية.. من نهب المساعدات إلى استهداف شباب الخير
لم تكتفِ المليشيات الحوثية بأن تسبّبت في أزمة إنسانية شديدة الفداحة والبشاعة على مدار السنوات الماضية عبر الجرائم العديدة التي دأبت على ارتكابها، لكنّ هذا الفصيل الإرهابي لا يتيح أي فرصة أمام العمل الإغاثي.
وفيما تملك المليشيات باعًا طويلةً فيما يتعلق بنهب المساعدات وهو ما ضاعف المأساة الإنسانية بشكل كبير، فإنّ الدور جاء هذه المرة على استهداف الشباب الذين يشاركون في أعمال الخير لإغاثة الفقراء.
وفي تفاصيل الجريمة الحوثية، اعتقلت المليشيات أعضاء مبادرة شبابية لتوزيع لحوم في الأعياد على الأسر الفقيرة والأكثر احتياجًا، في أحياء صنعاء.
مصادر حقوقية أبلغت "المشهد العربي"، أنَّ المبادرة الشبابية جمعت تبرعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتواصلت مع بعض الجهات والتجار لدعم مبادرتهم في توزيع لحوم على الفقراء في أيام العيد.
ونجح أعضاء المبادرة في توزيع كميات كبيرة من اللحوم على الأسر الفقيرة في أحياء صنعاء، غير أن مليشيا الحوثي الإرهابية، اعتقلت عددًا منهم بدعوى العمل لصالح التحالف العربي.
وطلبت المليشيات من الشباب، الكشف عن مصادر تمويلهم، رغم أنّ هذه المبادرة معلن عنها من جانب القائمين عليها عبر صفحاتهم الرسمية.
هذه الجريمة الحوثية تنم عن خِسة كبيرة تصدر عن هذه المليشيات الإرهابية الموالية لإيران، التي تتعمّد تعقيد الوضع الإنساني على الأرض، وصناعة أزمات إنسانية قاتمة.
وعمدت المليشيات الحوثية منذ إشعالها حربها العبثية في صيف 2014، إلى صناعة أزمة إنسانية، ومن أجل تحقيق ذلك أقدمت بشكل مكثف على نهب المساعدات لا سيّما المخصصة للنازحين، عملًا على مضاعفة الأعباء عليهم.
الجرائم الحوثية - الموثّقة أمميًّا - ساهمت في تردي الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، وهو حالٌ توثّقه التقارير الدولية، فقد أدّت مثل هذه الجرائم إلى تفشٍ مرعب في الفقر باليمن، بحسب البنك الدولي الذي كشف عن أنّ الحرب الحوثية دفعت ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية التي تتبناها منذ سنوات المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.
كما أدّت الحرب الحوثية إلى إضعاف قيمة الريال، الأمر الذي ترتّب عليه ارتفاع الأسعار ما أثر بشكل مباشر وسلبي على كل من حول خط الفقر وتحته، كما أدّت الحرب إلى انهيار الاقتصاد والخدمات الاجتماعية، وأصبح الملايين من السكان يعانون من الجوع والمرض وأكثر عرضة للخطر.
ولا تزال الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ في العالم، وهناك 80% من السكان "24.1 مليون شخص" يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، وقد شردت المليشيات الحوثية 4.3 مليون شخص على مر السنوات الماضية.