الحوثيون وتدمير التراث.. وجهٌ آخر لحرب المليشيات
أحدثت الحرب الحوثية اعتداءً بشعًا مارسته المليشيات الموالية لإيران ضد التراث والثقافة، ضمن موجة عداء مفضوحة قادت إلى الكثير من الأضرار.
وفي أحدث خسائر التراث، أدّى هطول الأمطار التي شهدتها صنعاء، إلى تهدُّم أجزاء من سور صنعاء القديمة، وانهيار عدد من المنازل التاريخية في المدينة المصنفة على قائمة التراث العالمي.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنَّ أجزاءً من سور صنعاء القديمة في الجهتين الشرقية والجنوبية سقطت جراء الأمطار، مشيرا إلى توقف أعمال الترميم، وتعرّضت عدة منازل لتهدم جزئي وكلي جراء الأمطار.
المصادر أوضحت أيضًا أنّ صنعاء القديمة مهددة بالشطب من قائمة التراث العالمي، بعد إيقاف مليشيا الحوثي الإرهابية مخصصات ترميم المدينة، وابتزاز مشاريع منظمة اليونسكو.
يندرج هذا الأمر في إطار الحرب الحوثية الممنهجة ضد القطاع الثقافي والتراثي، حيث تملك المليشيات باعًا طويلة في ارتكاب مثل هذه الجرائم.
وكثيرًا ما أقدمت المليشيات على سرقة المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية، وذلك من هلال النهب والتهريب والبيع أو التفجير والقصف والتحويل لمخازن أسلحة وثكنات عسكرية.
ومن بين المواقع التي طالها العدوان الحوثي، قلعة القاهرة الأثرية في مدينة تعز، ودار الحجر بهمدان، وجرف أسعد الكامل بإب، وسرداب تاريخي بالبيضاء، وحي القاسمي بصنعاء القديمة، و7 مدن تاريخية إلى جانب براقش وقرناو بالجوف، ومساجد ومعالم زبيد وحيس ومنارة (عك) بتهامة بالحديدة، وسد مأرب بمأرب.
وفيما يظل اليمن في زمن الحرب الحوثية دون متاحف ويعرض آثاره ومكنوزاته في مختلف متاحف العالم، يحمّل علماء ومهتمون في مجال التاريخ والتراث العصابات الحوثية مسؤولية ما يجري من ضياع للمعالم الأثرية، خصوصاً تلك المعالم المسجَّلة على لائحة التراث العالمي.
وعمدت المليشيات الحوثية إلى تشويه معالم مدينة صنعاء القديمة والتي أصبحت منذ شهر يوليو 2015 ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي المعرضة للخطر بسبب الحرب والانتهاكات التي تمارسها الميليشيات تجاه التراث العمراني للمدينة.
واستخدم الحوثيون الشعار الذي اقتبس حرفيا من إيران باللونين الأخضر والأحمر "الموت لأمريكا والموت لإسرائيل"، في تشويه المعالم الأثرية والتراث القديم.
ويستخدم الحوثيون الطرق الأسهل والأكثر استدامة لبقاء شعاراتهم لأطول مدة ممكنة بغض النظر عن تشويه المعالم والممتلكات الخاصة والعامة حيث قاموا بوضع رسوماتهم وشعاراتهم على جدران سور صنعاء القديمة وعلى منابر وأبواب الجامع الكبير والأزقة القديمة.