طائرات الإغاثة.. شعاع ضوء يخترق مأساة اليمن المُظلمة
على مدار أكثر من ست سنوات، صنعت المليشيات الحوثية أزمة إنسانية فادحة جعلت من اليمن أسوأ بلد معيشي على مستوى العالم.
ويبذل المجتمع الدولي عبر منظماته المعنية، جهودًا ضخمة في سبيل مواجهة هذه الأزمة الفادحة التي كبَّدت المدنيين كلفةً باهظة للغاية.
وفي هذا السياق، أكّد المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيزلي، أنّ شبكة ضخمة من الطائرات والسفن والشاحنات تعمل على توصيل وتوزيع المساعدات على 13 مليون شخص في اليمن.
وأضاف في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنَّ المكتب المحلي لبرنامج الغذاء العالمي يتأكد من وصول المساعدات إلى الأسر التي تحتاجها.
الحرب الحوثية التي اندلعت في صيف 2014 وطال أمدُها أكثر مما يطاق، خلّفت أزمة إنسانية شديدة الفداحة، حسبما توثّقه التقارير الدولية.
وأدّت الجرائم الحوثية إلى تفشِ مرعب للفقر، وقد دفعت الحرب ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية التي تتبناها منذ سنوات المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.
ويعتمد نحو 24 مليون شخص - 80% من السكان- على المساعدات كي يبقوا على قيد الحياة، فيما يقف الملايين عند شفا المجاعة، ويعاني نحو مليوني طفل من سوء التغذية الحاد.
ولعلّ أحد الأسباب التي أدّت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اتجاه خروجها عن السيطرة، هو إقدام المليشيات الحوثية على نهب المساعدات بالإضافة إلى استهداف العاملين في هذا المجال، في جريمة إرهابية غادرة وثّقتها أدلة أممية.
وفي وقتٍ سابق، قال فريق لجنة الخبراء التابع للأمم المتحدة إنَّ التهديدات والحوادث ضد العاملين في المجال الإنساني تتزايد في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي.
وأكّد الفريق في تقريره السنوي، أنّه تلقَّى معلومات عن اعتقال وتخويف العاملين في المجال الإنساني من قبل الحوثيين والاستيلاء غير القانوني على الممتلكات الشخصية للعاملين في المجال الإنساني والممتلكات التابعة للمنظمات الإنسانية في صنعاء.
واتهم التقرير الحوثيين بعدم احترام استقلال المنظمات الإنسانية، إضافة إلى العديد من العوائق الإدارية، بما في ذلك التأخير في الموافقة على الاتفاقات الفرعية، والاجتماعات والمفاوضات المستهلكة للوقت مع "الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية ومواجهة الكوارث" التابعة للحوثيين.
هذه السياسة الحوثية الخبيثة يمكن القول إنّها ضاعفت من الأزمة الإنسانية التي بلغت حدًا شديد البشاعة، وبات من اللازم أن يتدخل المجتمع الدولي وفقًا لصلاحياته ونفوذه لمواجهة هذا العبث.
