الصفقات الحوثية - الإخوانية.. أكثر من مجرد تبادل للأسرى (تحليل)
يُمثّل تبادل الأسرى أحد أكثر الأدلة وضوحًا التي فضحت العلاقات سيئة السُمعة التي تجمع بين المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية والمليشيات الحوثية الموالية لإيران.
وشهدت الفترة الماضية الكثير من الصفقات التي تبادل فيها الإخوان والحوثيون، عملًا من هذين الفصيلين الإرهابيين على خدمة مصالحهما وتحقيق أهدافهما.
وفي أحدث حلقات هذا المسلسل، شهدت منطقة الأقروض في محافظة تعز، صفقة تبادل معتقلين بين مليشيات الحوثي والإخوان الإرهابية.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنّ عملية التبادل شملت إطلاق سراح 22 أسيرًا من عناصر مليشيا الإخوان التابعة للشرعية، مقابل 13 أسيرًا من أسرى ما تسمى "اللجان الشعبية"، التابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
المصادر أوضحت أنّ عملية التبادل يلفها الغموض، لتجنب الطرفين إعلان أسماء الأسرى المفرج عنهم، مرجحة أن يكون بينهم قيادات ميدانية.
"تبادل الأسرى" واحدة من أدلة وبراهين التقارب الخبيثة التي تجمع بين الإخوان والحوثيين، والتي شهدت تكثيفًا كبيرًا طوال الفترة الماضية، ضمن طعنات غادرة وجّهها إخوان الشرعية بالتحالف العربي.
وأقدمت المليشيات الإخوانية طوال الفترة الماضية على تسليم مواقع استراتيجية وجبهات حيوية لصالح الحوثيين، ضمن موجة عداء من قِبل حكومة الشرعية ضد التحالف العربي والعمل على ابتزازه سياسيًّا وعسكريًّا.
العلاقات الخبيثة بين الحوثي والإخوان لم تقتصر على تبادل صفقات الأسرى، لكنّها بلغت كذلك حد الانشقاق، حيث تهافت الكثير من العناصر الإخوانية مؤخرًا على الانضمام إلى صفوف الحوثيين.
ومؤخرًا أيضًا، وتعبيرًا عن حجم التقارب الحوثي والإخواني، فقد أقدمت المليشيات الحوثية على توظيف كتائب إلكترونية لخدمة المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية.
ووجّهت المليشيات الحوثية "الذباب الإلكتروني" بإنشاء حسابات وهمية بأسماء جنوبية، وهذه العناصر يقودها الإعلامي الحوثي عبدالرحمن العابد الذي يعمل على ترويج الشائعات وإثارة المناطقية بين أبناء الجنوب.
وتضمَّنت التعليمات الموجّهة للذباب الحوثي مهاجمة التحالف ومؤازرة سياسة الإخوان في الجنوب، حيث تولي المليشيات الجانب الدعائي في مواقع التواصل الاجتماعي أهمية كبيرة لخدمة أجندتها السياسية والفكرية.
العلاقات الخبيثة التي تجمع بين الشرعية والحوثيين تعبِّر عن حجم العبث الذي تمادى في معسكر الشرعية، وكيف أصبحت هذه الحكومة المخترقة إخوانيًّا تحمل خطرًا كبيرًا للغاية على التحالف العربي.
وفيما يستهدف اتفاق الرياض ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بعدما شوهّت المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية هذه البوصلة، فقد بات لزامًا على التحالف لا سيّما المملكة العربية السعودية أن تبذل جهودًا كبيرةً من أجل استئصال النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية، وهو خطوة مهمة يتضمّنها اتفاق الرياض.