موتٌ لا علاج.. الحوثي يذبح إب
تواصل محافظة إب دفع كلفة باهظة بسبب خضوعها لاحتلال غاشم من قِبل المليشيات الحوثية التي تعمَّدت تدمير القطاع الصحي بشكل كامل.
ففي دليل على ذلك، توفي شاب خنقًا بنبتة القات في محافظة إب، بعدما رفض مستشفى استقباله.
مصادر مطلعة أبلغت "المشهد العربي" أنَّ شابًا يعمل سائق دراجة حدث له انسداد بالقصبة الهوائية، أثناء مضغه لنبتة القات، قبل أن يتم إسعافه إلى مستشفى الكندي، لكن الأخير رفض استقباله.
وجرى نقله بعد ذلك إلى مستشفى الثورة، لكنه فارق الحياة قبل أن يصل إلى المستشفى.
واستنكر نشطاء، تخاذل المستشفى الكندي وعدم استقباله هذه الحالة، مؤكدين أن ذلك ينطبق على العديد من المستشفيات في المحافظة.
ولفتوا إلى أن ذلك يعد انعكاسًا لتخاذل السلطات الصحية في المحافظة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.
وعلى مدار السنوات الماضية، أفسحت المليشيات الحوثية المجال أمام تردي الوضع الصحي بشكل كامل، بعدما استهدفت هذا القطاع بالعديد من الجرائم.
ويشهد اليمن أزمة صحية ربما تكون الأبشع على مستوى العالم، وذلك بعدما غرست المليشيات الحوثية بذور هذه الحالة من خلال سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي كبّدت المدنيين أثمانًا فادحة.
وما ضاعف من الأزمة الصحية أيضًا أنّ المستشفيات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين لم تسلم من استهداف غادر مارسته عناصر المليشيات ما أسفر عن خروج عدد كبير منها من الخدمة، بالإضافة إلى أعمال نهب واسعة طالت المعدات الطبية من أجل الاستفادة من بيعها في السوق السوداء.
وتقول تقارير أممية إنّ هناك ما يقرب من 24 مليون شخص - ما يعادل 80٪ من السكان- يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية.
وأدّت الحرب الحوثية إلى توقُّف شبه تام للنظام الصحي الذي كان يعاني من الضعف، حيث تعمل 51٪ فقط من المرافق الصحية بشكل كامل أو بشكل جزئي في ظل وجود نقص حاد في عدد العاملين الصحيين والأدوية والمعدات والوقود والمياه.
وتسبب هذا القصور بحرمان 19.7 مليون شخص في اليمن بحاجة الى الرعاية الصحية من حقهم في الحصول عليها.
يُضاف إلى ذلك يواجه الأشخاص من الفئات الضعيفة تهديدًا إضافيًّا بسبب فيروس كورونا، حيث أدّى هذا العبء الإضافي على المرافق الطبية إلى خسائر فادحة في الأرواح.