كيف يخطو الانتقالي نحو استعادة دولة الجنوب؟ (تحليل)

الأربعاء 5 أغسطس 2020 21:14:00
كيف يخطو "الانتقالي" نحو استعادة دولة الجنوب؟ (تحليل)

تسير القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، بخطى ثابتة نحو تحقيق الحلم الأكبر المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط.

وعلى الرغم من تعدُّد التحديات في الوقت الراهن، فقد حقّقت القيادة الجنوبية إنجازات سياسية ضخمة، حوّلت حلم استعادة الدولة إلى واقع يرى النور قريبًا.

ونجح المجلس الانتقالي في تحويل الاهتمام بالقضية الجنوبية من الإطار المحلي والإقليمي إلى الصعيد الدولي، حتى صدح صوت الجنوب عاليًّا وبلغ مداه العالم أجمع.

كما أنّ "الانتقالي" استطاع نقل صورة حقيقية للعالم أجمع حول ما يتعرض له الجنوبيون من ظلمٍ واضطهاد واعتداء من قِبل الأنظمة الشمالية المتعاقبة التي رسّخت احتلالًا غاشمًا ضد الجنوب عملًا على نهب ثرواته والسيطرة على مقدراته.

عسكريًّا، استطاع الجنوب تحقيق إنجازات ضخمة تمثّلت في مكافحة الإرهاب وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في الجنوب، وطرد تنظيمات إرهابية سعت للنيل من أمن الوطن وترويع مواطنيه ونهب ثرواته ومقدراته.

انتصارات المجلس الانتقالي على مختلف الأصعدة يمكن القول إنّها تُشكّل أرقًا كبيرًا لأعداء الجنوب، لا سيّما حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، التي دأبت مؤخرًا على شن حملات عدائية ضد القيادة الجنوبية في محاولة لتفتيت التكاتف الجنوبي.

ولعلّ ما يعضِّد من قوة الجنوب على الأرض هي الحاضنة الشعبية الجارفة التي يملكها المجلس الانتقالي والتي تجلّت في عديدٍ من المظاهرات والمليونيات التي دعّمت القيادة وساندت تحركاتها التي تحقّق حلم الشعب المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط.

الحاضنة التي يملكها الانتقالي يمكن القول إنّها تمنح الجنوب شرعية حقيقية بالنظر إلى الاصطفاف الشعبي الهائل والجارف خلف القيادة، وهذا الأمر لا يتجلّى فقط في مظاهرات الدعم والتأييد السياسي، لكنّ الأمر يتضح كذلك في القوافل الشعبية التي تُطلق للقوات المسلحة الباسلة المرابطة في الجبهات، للدفاع عن أمن الوطن وصد الاعتداءات التي تُحاك ضده.

ويقول رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا أحمد عمر بن ‏فريد، إنّ المجلس الانتقالي الجنوبي هو الأكثر مصداقية في تمثيل جوهر قضية الجنوب والمضي قدما نحو الاستقلال.

وكتب عبر تغريدة له على "تويتر": "نحترم جميع الآراء الجنوبية المتعلقة بقضيتنا، ولكن يحق للمجلس الانتقالي أن يفتخر بأنه القوة السياسية والعسكرية الأكثر تأثيرًا وثابتا على الأرض، والأهم الأكثر مصداقية في تمثيل جوهر قضيتنا والمضي بها قدما نحو الاستقلال بدليل ثقة الجماهير الجنوبية فيه واستهداف جميع خصوم الاستقلال له".

"الانتقالي" يرفع لواء استعادة الدولة، وقد عبّر عن ذلك المتحدث باسم المجلس نزار هيثم في مقابلة سابقة مع "المشهد العربي" بتأكيده أنّ مبادئ وأهداف المجلس ترتكز على تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي باستعادة السيادة على أرضهم بحدود ما قبل عام ١٩٩٠وبناء دولتهم المدنية في الجنوب بنظام ديمقراطي مؤسسي يكفل الحقوق لكافة المواطنين.

أمام كل ذلك، وفي ظل ضخامة التحديات في الوقت الراهن، فقد بات لزامًا على الشعب الجنوبي أن يلتف أكثر حول قيادته السياسية عملًا على تجاوز تحديات الوقت الراهن وتحقيق الحلم الأكبر.