مستودعات متفجرات الحوثي.. مأساة بيروت تطرق أبواب صنعاء

الخميس 6 أغسطس 2020 15:49:52
مستودعات متفجرات الحوثي.. مأساة بيروت تطرق أبواب صنعاء

دقّ الانفجار المرعب الذي هزّ العاصمة اللبنانية بيروت ناقوس خطر حول سيناريو مشابه قد يكون أكثر رعبًا في صنعاء.

وفيما أصبحت بيروت مدينة منكوبة بعد انفجار مواد شديدة الانفجار يُرجّح أنّها تابعة لمليشيا حزب الله، تسود تخوفات من أن تتعرّض صنعاء لفاجعة مشابهة، بعدما ملأها الحوثيون بعشرات الأطنان من المواد المتفجرة الخطيرة، بما فيها مادة نيترات الأمونيوم التي تسببت بكارثة انفجار مرفأ بيروت.

وفي هذا الإطار، علم "المشهد العربي" من مصادر مطلعة أنّ عشرات الأطنان من المواد المتفجرة تتكدس في مخازن تجار الأسلحة وتجار المبيدات الزراعية فضلًا عن مخازن المتفجرات التابعة لمليشيا الحوثي وسط الأحياء السكنية في مدينة صنعاء.

وينذر هذا الأمر - وفق المصادر - بكارثة أخطر مما حدث في مرفأ بيروت مالم يتم نقل تلك المواد الخطيرة بعيدا عن الأحياء السكنية في صنعاء.

وكان شهر أبريل من العام الماضي ضد شهد انفجار مستودع متفجرات تابع لمليشيا الحوثي في حي سكني بمدينة سعوان بصنعاء، وأودى انفجار مستودع حوثي كان قديمًا مصنع للكرتون ونقلت إليه المليشيا ورشة متفجرات من بلدة "بني حشيش"، بحياة 14 مدنيا، بينهم 7 طالبات وإصابة أكثر من 100 بجروح متفاوتة.

والمستودع الحوثي كان بجانب مدرسة "الراعي" للفتيات بشارع الأربعين بمديرية شعوب شرقي صنعاء، فقد وقع الانفجار بفعل خطأ لخبراء أثناء تزويدهم لرؤوس خاصة بالصواريخ بمواد حساسة شديدة الانفجار، ما سبب اندلاع حريق ثم سلسلة انفجارات ضخمة وتصاعد لأعمدة الدخان الأسود.

وفي أكتوبر 2018، شهد حي "دارس" شمالي صنعاء، انفجارا مماثلا في مستودع حولته المليشيا إلى معمل لتطوير رؤوس الصواريخ والمتفجرات، وخلف أضرارا بالغة بحق المدنيين.

الأمر الأكثر رعبًا أنّ هناك من المخازن في أحياء صنعاء ما هو أخطر من هنجر سعوان المتفجر، وأن المدينة مهددة بكارثة أخطر من انفجار مرفأ بيروت.

تكرار سيناريو بيروت المفجع في صنعاء سيكون أمرًا مرعبًا للغاية، لا سيّما في ظل الحالة الإنسانية المزرية أصلًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وبالتالي لا يتحمّل السكان قدرًا إضافيًّا من المآسي.

مستودعات الحوثي سواء في أحياء صنعاء أو غيرها من المناطق التي تسيطر عليها هي حصيلة دعم مسلح واسع النطاق حصلت عليها المليشيات طوال الفترة الماضية من قِبل إيران التي زوّدت هذا الفصيل بكميات ضخمة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات لاستخدام هذا الفصيل الإرهابي في حربٍ بالوكالة لتهديد أمن المنطقة برمتها.

ويُجمِع محللون على أنّ أحياء صنعاء وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تحولت إلى قنابل موقوتة بسبب تخزين الحوثيين للأسلحة والذخائر وسط التجمعات السكانية، الأمر الذي ينذر بكارثة مفزعة.

ويقوم الحوثيون بإنشاء معامل لصناعة المتفجرات داخل مبانٍ سكنية أيضا في أحياء مزدحمة بالسكان.

وحتى لا تتكرر مأساة بيروت التي خلّفت آلاف القتلى والجرحى وشرّدت نحو 300 ألف أسرة بعد إعلان العاصمة مدينة منكوبة، فقد أصبح لزامًا على المجتمع الدولي التعلم من هذا الدرس القاسي واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لإلزام المليشيات الحوثية على حماية السكان.

حتمية هذا التدخُّل الدولي أمرٌ راجع في الأساس إلى أنّ المليشيات نشرت العديد من المستودعات بين الأحياء السكنية، كما أنّ تضم كميات ضخمة للغاية من هذه المواد شديدة الانفجار، وهو ما ينذر بالكثير من المخاطر على المدنيين في المقام الأول.

في الوقت نفسه، فإنّ المجتمع الدولي مطالب بالعمل على تكثيف الضغوط ضد إيران عبر مختلف الأوجه عملًا على وقف دعمها المسلح والخبيث الذي دأبت على تقديمه للمليشيات الحوثية على مدار السنوات الماضية.