إقحام مكونات مشبوهة.. قراءة في مخطط إخوان الشرعية ضد الانتقالي
إلى جانب التصعيد العسكري ضد الجنوب، دخل الاستهداف الإخواني لاتفاق الرياض مرحلة جديدة تتمثّل في محاولة العمل على تفتيت الجنوبيين وإحداث الشقاق فيما بينهم.
حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا لا تتوقّف عن ممارساتها الخبيثة التي تعادي اتفاق الرياض وتعمل على محاولة إفشاله بأي شكل، وهذا الأمر راجعٌ بشكل أساسي إلى أنّ الاتفاق يقضي على النفوذ الإخواني بشكل كامل، كما يضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
وفي محاولة لإفشال اتفاق الرياض، ذهب التيار الإخواني المهمين على الشرعية إلى محاولة اختلاق صورة جنوبية مشتتة، في محاولة للتصوير بأنّ الجنوب غير متوافق على قيادة واحدة.
وضمن هذا المخطط أيضًا، توسّع إخوان الشرعية في الزج بعناصر مشبوهة وإقحامها في المشهد السياسي للإدعاء بأنّهم يملكون حضورًا سياسيًّا في محاولة لأن تتبوأ مثل هذه العناصر مناصب ضمن حصة الجنوب في الحكومة الجديدة، وبالتالي تضمن الشرعية بقاء نفوذها في الجنوب.
تزامن هذا المخطط مع كشْف مصادر مطلعة على مسار مفاوضات تفعيل اتفاق الرياض، عن قبول المجلس الانتقالي الجنوبي، الاحتفاظ بست حقائب وزارية، في حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب في بادرة حسن نية.
الخطة الإخوانية الخبيثة حاولت النيل من الجنوب الذي يلتف وراء القيادة السياسية ممثلة في المجلس الانتقالي، الذي يعتبر الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي وقضيته العادلة، كما أنّ يملك حاضنة سياسية ضخمة للغاية، تمنحه حق إدارة أراضيه.
وفيما من المؤكّد أنّ الدفع بمثل هذه المكونات المشبوهة سيكون أمرًا مرفوضًا جملةً وتفصيلًا، فإنّ التيار الإخواني في الشرعية يحاول الإدعاء بأنّ الجنوب هو سبب عرقلة سير الاتفاق سياسيًّا.
كما أنّ المخطط الإخواني ينطوي على استهداف خبيث للمجلس الانتقالي، وذلك بالنظر إلى المكاسب السياسية العديدة من حقّقها المجلس طوال الفترة الماضية، وأهمها البعد الإقليمي وكذا الدولي الذي حظيت به القضية الجنوبية، فضلًا عن الإقرار بحق الشعب في تحديد مصيره.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذا الخبث الإخواني ينم عن حقد كبير للمجلس الانتقالي في محاولة لتحجيم دوره ونفوذه في المرحلة المقبلة.
وكما لم تنطلِ كل المخططات الإخوانية المشبوهة طوال الفترة الماضية، فإنّ القيادة السياسية تفطن كثيرًا لما يُحاك ضد قضية الجنوب العادلة من قِبل الشرعية، وهو ما يفوِّت الفرصة ويعرقل نجاح المخطط الإخواني المشبوه.
وطوال الفترة الماضية، برهنت القيادة السياسية الجنوبية على حنكتها الكاملة في تصديها للمؤامرات التي تُحاك ضد الجنوب والتي ينفذها التيار الإخواني المهيمن على الشرعية، كما مارست التزامًا سياسيًّا كاملًا باتفاق الرياض عملًا على ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين بعدما شوَّهتها المليشيات الإخوانية.