فوضى تعز تخلق صراعًا مسلحًا بين أجنحة مليشيات الإخوان
تسببت حالة الفوضى التي تعانيها محافظة تعز في اندلاع اشتباكات مسلحة بين أجنحة وتيارات مختلفة داخل مليشيات الإخوان، ما أدى إلى توالي هذه الاشتباكات على مدار اليومين الماضيين مخلفة وراءها عددا من القتلى والمصابين، ما يبرهن على أن مليشيات الإخوان أضحت تعيش أوضاعًا صعبة بعد أن فقدت السيطرة على المليشيات التي عملت على تقوية شوكتها خلال الأشهر الماضية لاستهداف الجنوب.
يرى مراقبون أن تعدد الاشتباكات يبرهن على أن هناك خلافات واسعة بين التيارات المنضوية تحت لواء مليشيات الإخوان، وأن عمليات التمويل التي تتلاقها تلك العناصر يستأثر بها طرف على حساب الآخر، في حين أن كل طرف يحاول أن يثبت أنه الأحق بهذه الأموال، إلى جانب أن الاشتباكات تؤكد أن مليشيات الإخوان فقدت السيطرة على المحافظة بعد أن زجت بالعديد من العناصر العسكرية إلى جبهات القتال الجنوبية.
يؤكد متابعون أن الاشتباكات قد تشي بأن هناك خلافات بين أذرع مليشيات الإخوان على شكل العلاقة مع المليشيات الحوثية في أعقاب التسريب الأخير للإرهابي (سالم) الذي كشف فيه عن وجود تعاون حوثي إخواني يستهدف السيطرة على ميناء المخا بتمويل تركي إيران، وقد يكون هناك تيار آخر سعى لأن تكون تلك العلاقة في الخفاء، ولعل ما يبرهن على ذلك أن الاشتباكات التي وقعت اليوم الأحد كانت بين عناصر تابعة لمرشد الإخوان في المحافظة المدعو عبده فرحان "سالم"، وأخرى تابعة للقيادي المدعو غدر الشرعبي.
في كل الحالات فإن وصول العلاقة بين تيارات مليشيات الإخوان إلى هذه الدرجة من الخلافات يبرهن على أن الشرعية أضحت في أضعف أوقاتها بعد أن فقدت السيطرة على المليشيات التابعة لها، وهو ما يعني إمكانية خسارة مزيد من الجبهات خلال الأيام المقبلة.
اندلعت اليوم الأحد، اشتباكات عنيفة بين فصيلين تابعين لمليشيا الإخوان الإرهابية وسط محافظة تعز.
وأوضحت مصادر لـ"المشهد العربي" أن الاشتباكات المُسلحة اندلعت بين عناصر تابعة للمدعو غزوان المخلافي، المُقرب من مرشد الإخوان في المحافظة المدعو عبده فرحان "سالم"، وعناصر تابعة للقيادي المدعو غدر الشرعبي، وبّينت أن الاشتباكات اندلعت في شارع المُغتربين، وامتدت حتى جولة سنان، مشيرةً إلى أن أعداد القتلى والجرحى لم يتم حصرها؛ بسبب حدة الاشتباكات.
فيما أكدت مصادر مطلعة أن الاشتباكات التي اندلعت بين فصيلين تابعين لمليشيا الإخوان الإرهابية وسط محافظة تعز، أوقعت ثلاثة قتلى ومُصابين في حصيلة أولية، مشيرة إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل شخصين أحدهما مدني يدعى آية الله يحيى عمر، والآخر تابع لفصيل غزوان المخلافي، فيما أصيب شخص ثالث.
يشار إلى أن هذه الجولة من الاشتباكات بين الفصيلين هي الثالثة منذ فبراير الماضي، حيث يعود سببها إلى الكمين الذي تعرض له المدعو غزوان من قبل مُسلحين تابعين للمدعو غدر الشرعبي وتم على أثرها بتر أحد قدميه.
وبالإضافة إلى ذلك وقعت في مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز، اليوم الأحد، اشتباكات عنيفة بين عناصر أمنية بقيادة مدير أمن المديرية توفيق الوقار، وعناصر من الشرطة العسكرية، مُعززين بمُسلحين من مليشيا الحشد الشعبي الخاضعة لسيطرة مليشيا الإخوان.
وقالت مصادر لـ"المشهد العربي" أن أطقم للشرطة العسكرية بمشاركة مسلحين من مليشيا الحشد الشعبي الخاضعة لسيطرة مليشيا الإخوان، توجهوا لاعتقال مدير أمن مديرية جبل الحبشي، بتهمة محاولة اغتيال قائد الشرطة العسكرية المدعو محمد الخولاني.
وأضافت المصادر، أن الاشتباكات تسببت في توقف حركة مرور السيارات في طريق "الحجرية ـ تعز"، حيث تكدست المئات من السيارات على جنبات الطريق.
وكانت مصادر قد نفت لـ"المشهد العربي"، المزاعم التي تتبناها الشرطة العسكرية، بشأن تعرض قائدها المدعو محمد الخولاني، لمحاولة اغتيال في مديرية جبل حبشي.
في السياق نفسه، أوضحت مصادر لـ" المشهد العربي" أن المعركة التي يجرى الترتيب لها ضد توفيق الوقار مدير أمن جبل حبشي، لا علاقة لها بالنظام والقانون، لكنها بسبب رفضه الخضوع لابتزازات المليشيات الإخوانية.
ولفتت المصادر إلى أن مليشيا الإخوان وعبر جهازها الإعلامي يسوقون أن "الوقار" يقف وراء تهريب المواد المشبوهة إلى المليشيات الحوثية عبر ريف تعز الغربي، رغم أن المنوط به حماية الطريق الذي يجرى فيه تهريب المواد المشبوهة للمليشيات الحوثية هو اللواء 17مشاة.
وأشارت إلى أن ما يمر عبر طريق مفرق جبل حبشي، لا يعادل 20%، مقارنةً بما يمر عبر طريق البيرين والشريجة ومقبنة.