خزان صافر والتحذير الخليجي.. نذيرٌ بـمأساة بيروت
من جديد، عاد خزان صافر إلى صدارة التحذيرات من دمار كبير يتسبّب فيه إذا ما تُرك أمام العبث والإهمال المتعمد الذي تمارسه المليشيات الحوثية الموالية لإيران.
وبعد انفجار مرفأ بيروت المدمر لاحتوائه على كميات ضخمة من نترات الأمنيوم، فقد توالت التنبيهات إلى ضرورة العمل على إنقاذ المنطقة من انفجار آخر ربما يُحدث دمارًا شبيهًا، وهو خزان صافر.
وفي أحدث التحذيرات، طالب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور نايف الحجرف، خلال استقباله اليوم الثلاثاء، المبعوث الأممي لليمن، مارتن جريفيث، في الرياض، بتمكين فريق الخبراء بمعاينة ناقلة النفط (صافر) في اليمن.
وشدد خلال اللقاء على ضرورة تفادي الكارثة التي قد تقع، تلافيًا لانعكاساتها البيئية الخطيرة والاقتصادية الكبيرة، وأعرب عن موقف المجلس الثابت بشأن دعم إنهاء الأزمة اليمنية من خلال الحل السياسي، مشيدًا بخطوات تنفيذ اتفاق الرياض، وتشكيل حكومة جديدة لتحقيق تطلعات الشعب.
بدوره، عبر المبعوث الأممي لليمن، عن تقديره لجهود الأمانة العامة في دعم الأمم المتحدة، وحرص مجلس التعاون على التوصل إلى الحل السياسي المنشود.
خزان صافر كان عنوانًا للعديد من التحذيرات والتنبيهات التي أطلقت طوال الفترة الماضية فيما يتعلق بقنبلة مدوية قد يحدثها الإهمال الحوثي بشكل مرعب للغاية.
وهذا الأسبوع، جدَّدت جامعة الدول العربية تحذيرها من خطورة تسرب خزان صافر النفطي، قبالة سواحل اليمن في البحر الأحمر.
ودعا الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، في تصريحات صحفية، مجلس الأمن إلى التدخل بصورة فورية لتمكين فريق الأمم المتحدة من دخول خزان صافر وإجراء الصيانة المطلوبة.
ويقع خزان صافر في منطقة رأس عيسى قبالة محافظة الحديدة في البحر الأحمر، وهو عبارة عن باخرة عائمة تستخدم لتفريغ النفط الخام القادم من حقول صافر النفطية في محافظة مأرب (170 كيلو مترًا شرق صنعاء).
والسفينة "صافر" عبارة عن خزان ضخم في ميناء رأس عيسى، كان يستقبل النفط الخام من حقول الإنتاج في محافظة مأرب، وبعد الحرب الحوثية توقف ضخ النفط، كما توقف تصدير الكمية المخزّنة، فضلا عن تعطل عملية الصيانة للخزان منذ العام 2015.
وهناك كارثة بيئية تُهدِّد المنطقة والعالم نتيجة تعنت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، في مواجهة النداءات الدولية التي تحذر من انفجار ناقلة النفط المتهالكة صافر.
ويهدّد التسرب بتدفق 138 مليون لتر من النفط، في البحر الأحمر، بالإضافة إلى أنّ الأضرار الكارثية ستتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة وإيقاف وصول المساعدات الغذائية، وسيؤدي التسرب كذلك إلى إغلاق موانئ الحديدة، وارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 800%.
إزاء هذا الوضع المرعب للغاية، فقد أصبح لزامًا على المجتمع الدولي أن يمارس الكثير من الضغوط على المليشيات الحوثية لتسمح بدخول فرق الصيانة لتقصي وضع هذا الخزان، وتفكيك هذا الخطر المروّع الذي يحاك به.