الكلفة الباهظة للإهمال الحوثي.. صنعاء ترثي تاريخها وآثارها
تواصل محافظة صنعاء البكاء على مبانيها التاريخية التي أضاعها الإهمال الحوثي في ظل أزمة السيول الضخمة التي تعرَّضت لها مؤخرًا، وأظهرت فشلًا ذريعًا من قِبل المليشيات في التعامل مع مثل هذه الأزمات.
وفي ظل هذه الخسائر الضخمة، فقد عبّرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" عن أسفها لخسارة الأرواح والممتلكات في المراكز التاريخية في اليمن، وشددت على مواصلتها رصد الوضع عن كثب، لتقييم الاحتياجات وتعبئة الموارد والخبرات الكافية.
المنظمة أشارت إلى تنفيذها مشروعات في العاصمة عدن وشبام وصنعاء وزبيد، لحماية التراث الفريد، وكشفت عن إنقاذها 28 منزلا في منطقة القاسمي ومنزلين في زبيد، بمنطقة صنعاء القديمة من الانهيار، وقالت إنها اعتمدت مشروعا لتقييم تفصيلي للأضرار، عبر توظيف 4 آلاف شاب.
وكانت العديد من الاتهامات قد وجّهت للمليشيات الحوثية بعدما أدّى الإهمال الكبير إلى تدمير المباني التاريخية لمدينة صنعاء القديمة.
وشهدت صنعاء مؤخرًا، أمطارًا غزيرة أدّت إلى تهدُّم أجزاء من سور صنعاء القديمة، وانهيار عدد من المنازل التاريخية في المدينة المصنفة على قائمة التراث العالمي، في ظل إهمال حوثي يبدو أنّه متعمّد.
وسقطت أجزاءٌ من سور صنعاء القديمة في الجهتين الشرقية والجنوبية جراء الأمطار، مع توقف أعمال الترميم، وتعرّضت عدة منازل لتهدم جزئي وكلي جراء الأمطار.
وكشف مختصون أنّ صنعاء أصبحت مهددة بالشطب من قائمة التراث العالمي بعد إيقاف مليشيا الحوثي الإرهابية مخصصات ترميم المدينة، وابتزاز مشاريع منظمة اليونسكو.
ليست هذه المرة الأولى من نوعها التي يتسبّب فيها الحوثيون في خسائر أثرية، ففي كثيرٍ من المرات أقدمت المليشيات الموالية لإيران على سرقة المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية، وذلك من خلال النهب والتهريب والبيع أو التفجير والقصف والتحويل لمخازن أسلحة وثكنات عسكرية.
كما عمدت المليشيات الحوثية إلى تشويه معالم مدينة صنعاء القديمة والتي أصبحت منذ شهر يوليو 2015 ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي المعرضة للخطر بسبب الحرب والانتهاكات التي تمارسها الميليشيات تجاه التراث العمراني للمدينة.