إب وقنبلة الصيدلية.. فوضى أمنية صنعتها المليشيات الحوثية
تواصل محافظة إب دفع الكلفة الباهظة الناجمة عن الفوضى الأمنية التي تعمّدت المليشيات الحوثية صناعتها بغية تعزيز هيمنتها على المنطقة.
وتشهد محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، انفلاتًا أمنيًا واسعًا، ولا سيّما عمليات قتل شبه يومية، من دون أي تحرك للجهات الأمنية، على النحو الذي يفضح خبث نوايا الحوثيين في هذا الإطار.
وفي أحدث حلقات هذه السياسة الحوثية الدموية، هاجم مسلحون مجهولون، إحدى الصيدليات الشهيرة بمحافظة إب، قبل أن يتمكنوا من الفرار.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنَّ المسلحين ألقوا قنبلةً يدويةً على صيدلية الدكتور فكري الجندبي، الواقعة بشارع مستشفى الثورة العام، حيث تسبَّب الهجوم في أضرار جزئية بالصيدلية، دون وقوع خسائر بشرية.
وأرجعت المصادر، وقوف أحد المغتربين وراء الهجوم على الصيدلية، مبينةً أن هذا الشخص هدد الجندبي وإخوته قبل ذلك بالتصفية؛ بسبب شهادته أمام المحكمة بحادثة قتل.
هذا الحادث يعتبر ثالث محاولة اعتداء على أبناء الجندبي، حيث سبق أن قامت مجموعة من المُسلحين باختطاف أحمد الجندبي من داخل الصيدلية وهددوه لفظيًا بأن يمتنع عن الإدلاء بشهادته في المحكمة، إلى جانب تعرض صيدلية سامي الجندبي شقيق أحمد لإطلاق وابل من الرصاص.
وأشارت المصادر إلى أنَّ المُغترب حاول مرارًا وتكرارًا التوسط عند أشقاء أحمد الجندبي لمنعه من الشهادة، ولكنه أصر على الذهاب إلى المحكمة والإدلاء بها.
وعلى مدار أكثر من ست سنوات، أفسحت المليشيات الحوثية المجال أمام فوضى أمنية عارمة في محافظة إب، أسالت الكثير من الدماء وأزهقت العديد من الأرواح.
وأشهرت المليشيات الحوثية سلاح الفوضى الأمنية لضمان فرض سيطرتها على المناطق الخاضعة لها، بالإضافة إلى العمل على ترويع الآمنين وعدم اندلاع أي حركات مناوئة لهذا الفصيل الإرهابي.
الحوادث الأمنية في إب ترتكبها المليشيات الحوثية أو من خلال العصابات التي تنتشر على الأرض وتعمل على ما يبدو وفقًا لتعليمات موجهة إليها من قِبل المليشيات، عملًا على تحقيق هذه الغاية الخبيثة.
وتدفع محافظة إب الخاضعة لسيطرة الحوثيين ثمنًا باهظًا جرّاء خضوعها لهذه الهيمنة الغاشمة، في وقتٍ تفنّنت فيه المليشيات من أجل تعميق الأزمة الإنسانية، لا سيّما من خلال تردي الخدمات من جانب، فضلًا عن العمل على إفساح المجال أمام الفوضى الأمنية والمجتمعية بشكل كبير.