فساد الحوثي.. سرطان المليشيات الذي ينهش في كافة القطاعات
تُمثّل جرائم الفساد إحدى السبل التي مكّنت الحوثيين من تكوين ثروات مالية ضخمة، في وقتٍ تركت فيه المليشيات ملايين السكان يذوقون المرار بسبب الحرب التي طال أمدها.
وفي هذا الإطار، تحدّثت صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الأربعاء، عن توسُّع عمليات الفساد المُنظم الذي تقوده المليشيات الحوثية، وقالت إنَّ عمليات الفساد زادت بشكل كبير، لتشمل كافة القطاعات والمفاصل الحيوية، بما فيها المؤسسات والهيئات والصناديق ذات الإيرادات المالية.
وأضافت أنّ عمليات الفساد والسطو رافقها ارتكاب سلسلة من الممارسات غير القانونية، في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الحوثيين.
كما استهدفت المليشيات برامج الحماية الاجتماعية، إلى جانب قيامها بنهب كافة مدخراتها ومواردها، ما تسبب بتعميق الفقر وارتفاع نسبه.
وعلى مدار سنوات الحرب القائمة منذ صيف 2014، لا تفوِّت المليشيات الحوثية أي فرصة لنهب الأموال على النحو الذي يُمكِّن قادة وعناصر هذا الفصيل الإرهابي من تكوين ثروات مالية ضخمة، عبر سلسلة طويلة من جرائم الفساد الضخمة.
وأقدمت المليشيات على نهب الموارد، وأجبرت القطاع الخاص على دفع الأموال وقاسمته أرباحه، وأوقفت الإنفاق على الخدمات العامة، ودفع الرواتب.
وسبق أن قدّرت تقارير اقتصادية حجم الثروة التي جمعتها المليشيات الحوثية من الموارد ومن القطاع الخاص، والمساعدات الخارجية والمتاجرة بالخدمات واستثمار الأصول والجبايات والتبرعات بنحو 14 مليار دولار، منها ما تستثمر في الخارج، وأخرى أصول عقارية، وشركات تجارية حلت محل القطاع الخاص التقليدي.
وإزاء فضائح الحوثي في هذا السياق، يعتبر الوزراء المستقيلون من حكومة المليشيات "غير المعترف بها" بمثابة خزائن أسرار، جرّاء فضائح الفساد الكثيرة التي يكشفونها من هذا الفصيل الموالي لإيران.
إحدى هذه الخزائن هو وزير السياحة المستقيل من حكومة الحوثيين ناصر باقزقوز الذي شنّ - قبل أشهر - انتقادات لاذعة ضد زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، واتهمه بتحويل المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى "إقطاعية خاصة يتم العبث بها".
باقزقوز قال مخاطبًا زعيم المليشيات: "يا عبدالملك.. أنتم أول من رفع شعار لا للتوريث وكان موجهًا ضد علي عبدالله صالح، واليوم أصحابك يورثون الوظيفة العامة.. ستحصدون الريح إذا لم تستطيعوا تتبع منابع الفساد ومعاقبة أصحابه حتى لو كانوا ممن يحيطون أنفسهم بقدسية ويمنون على الناس ليل نهار بأنهم يقدمون التضحيات".
وفيما كان باقزقوز مطلعًا على بواطن الأمور في صفوف المليشيات الحوثية، فقد كشف "الوزير المستقيل" أنَّ القياديين الحوثيين، وزير مالية المليشيات السابق ومحافظ البنك المركزي في صنعاء حاليًّا رشيد أبولحوم، ونائب وزير مالية الحوثيين سابقًا ورئيس اللجنة الاقتصادية هاشم المؤيد متهمان بالفساد.