الانتحار في السجون.. مفخخات نفسية ناجمة عن الحرب الحوثية

الخميس 13 أغسطس 2020 23:04:00
الانتحار في السجون.. "مفخخات نفسية" ناجمة عن الحرب الحوثية

مثّلت الاعتداءات النفسية واحدة من معالم الإرهاب البشع الذي تمارسه المليشيات الحوثية الموالية لإيران في السجون التابعة لها بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأحدثت الانتهاكات الحوثية آثارًا نفسية تدميرية ضد السكان وتحديدًا المعتقلين في سجون المليشيات، وهو ما يقود أعدادا منهم إلى الانتحار.

وفي هذا الإطار، عثر نزلاء السجن المركزي في محافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، على أحد النزلاء مشنوقًا.

مصادر "المشهد العربي" كشفت عن العثور على سجين يدعى الصبري، مشنوقا في حجزه الانفرادي داخل السجن المركزي، في ظروف غامضة، وقالت إنّ السجين اعتاد خلال فترة احتجازه، جمع أمواس الحلاقة لمهاجمة من يعترضه، مؤكدةً أنّ إدارة السجن قررت إبعاده عن السجناء، في حجز انفرادي.

وأشارت المصادر إلى معاناة السجين من اكتئاب حاد، منذ أكثر من شهر، لاتهامه بقتل والدته بطريقة شنيعة، وشددت على أنّ إخضاع المدعو الصبري، الحجز الانفرادي لأكثر من عام، والمعاملة السيئة من إدارة السجن التابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية، ضاعفا معاناته النفسية.

الحرب العبثية الحوثية القائمة منذ صيف 2014 خلّفت آثارًا نفسية شديدة البشاعة في ظل الجرائم العديدة التي ارتكبتها المليشيات الموالية لإيران.

وفرضت مليشيا الحوثي واقعًا أفرز العديد من المشاكل التي مزقت النسيج الاجتماعي، وولدت مشاكل داخل كل بيت، نتج عنها ارتفاع في معدلات الطلاق والتشرد للأطفال، فضلا عن إجبار أرباب الأسر والأطفال على المشاركة في القتال.

وسبق أن كشفت تقارير بحثية عن أنّ أكثر من نصف الأطفال يشعرون بالاكتئاب، و11٪ يشعرون بالحزن باستمرار و19٪ قلقون دائمًا، بسبب الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الحوثية، حيث أنتجت الحرب آثارًا مدمرة على الصحة العقلية لجيل كامل من الأطفال.

وأظهرت نتائج دراسة أجرتها منظمة "أنقذوا الأطفال"، أنّ العديد من الأطفال الذين شملهم المسح يعانون من علامات اضطرابات القلق مثل زيادة معدل ضربات القلب، وآلام البطن، والتعرق في راحة اليد، والشعور بالارتعاش.

وأفادت الدراسة المنظمة التي تُعنى بالدفاع عن حقوق الطفل حول العالم، أن كل طفل خامس في اليمن يشعر بالخوف باستمرار كل يوم، و52% لا يشعرون بالأمان عندما ينفصلون عن والديهم و56% عندما يكونون في الخارج وحدهم.

في الإطار نفسه، أظهر تقريرٌ مشترك لمنظمة هانديكاب إنترناشونال المتخصصة فى مجال الإعاقة، والمنظمة الدولية للمعوقين، أنّ الحرب الحوثية تسبّبت في آثار نفسية مرهقة للغاية، وأنّه لا يزال الدعم النفسي والاجتماعي يمثل تحديًّا في منطقة لا تحظى فيه فكرة الضائقة النفسية إلا بمصداقية قليلة.