اليمن والأزمات السبع.. مآسٍ إنسانية صنعتها الحرب الحوثية
على مدار أكثر من ست سنوات، هي أمد الحرب العبثية الحوثية، صنعت المليشيات الموالية لإيران أزمة إنسانية صُنِّفت على أنّها أبشع المآسي على مستوى العالم أجمع.
وفي هذا الإطار، قال برنامج الغذاء العالمي، في بيان، إنّ هناك سبعة أزمات تهدد الشعب في اليمن، موضّحًا أنّ الصراع وانهيار العملة المحلية وارتفاع معدلات وفيات فيروس كورونا أبرز ثلاثة مخاطر تواجه المدنيين.
وأضاف البرنامج العالمي أن السيول واحتمالات تفشي الكوليرا ونقص الوقود، وخطر تسرب الناقلة صافر، تهديدات تلوح في الأفق.
ويشهد اليمن أزمة إنسانية هي الأبشع على مستوى العالم، حيث أدَّت الحرب الحوثية إلى تفشٍ مرعب للفقر في اليمن، حيث دفعت ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية التي تتبناها منذ سنوات المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.
وهناك ما بين 71-78٪ من السكان - بحد أدنى 21 مليون شخص- قد سقطوا تحت خط الفقر في نهاية عام 2019، كما تسبّبت الحرب الحوثية في توقف الأنشطة الاقتصادية على نطاق واسع، ما تسبب بنقصان حاد في فرص العمل والدخل لدى السكان في القطاعين الخاص والعام.
كما أنّ هناك ثمانية ملايين شخص فقدوا مصادر رزقهم أو يعيشون في مناطق حيث يتوفر الحد الأدنى من الخدمات إن لم تكن معدومة، وتشهد معدلات البطالة ارتفاعا بصورة مستمرة، كما تسبّبت الحرب الاقتصادية الحوثية في ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، والخدمات الاجتماعية، مما أدى إلى زيادة حالات الفقر وخطر الموت جوعا على ملايين السكان.
وفي خضم هذه المآسي، جاءت جائحة كورونا لتضيف مزيدًا من المعاناة على السكان الذين يقطنون المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، التي أظهرت فشلًا ذريعًا في التعامل مع هذه الأزمة المروعة.
وسجّل فيروس كورونا حضورًا مرعبًا في اليمن في ظل بيئة صحية متردية، في وقتٍ تتوالى فيه التحذيرات من تفشٍ أكثر رعبًا للجائحة.
وقبل أيام، حذَّرت منظمة أطباء بلا حدود، من موجة ثانية لفيروس "كورونا" باليمن، ودعت إلى ضرورة توخي الحذر؛ تحسبًا لحدوث تلك الموجة، مشدّدةً على أهمية المساعدة في منع انتشار الفيروس، من خلال اتباع التدابير الوقائية مثل غسل اليدين المنتظم، والتباعد الجسدي، وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة.
وغرست المليشيات الموالية لإيران بذور بيئة صحية شديدة التردي، وسط استهداف متواصل للكوادر الطبية، وكذا البنى التحتية الصحية، وهو ما صنع أزمة صحية شديدة الفداحة، كما تسبَّبت الحرب الحوثية في حرمان الملايين من الحصول على الرعاية الصحية المناسبة والمياه النظيفة أو الصرف الصحي، وهي أمور بالغة الأهمية لتجنب انتشار الفيروس.