قنبلة صافر الحوثية.. خزان النار الذي قد يحرق الإقليم
من جديد، تحل القنبلة الحوثية المؤجلة التي تحملها المليشيات في خزان صافر النفطي إلى طاولة التحذيرات من كارثة إقليمية ستكون مدمرة حال وقوعها.
ففي أحدث التحذيرات، شددت منظمة الأمم المتحدة على ضرورة مواجهة تهديد خزان صافر قبالة سواحل اليمن، وقالت في بيان، إنّه لم تتم أي صيانة للخزان من بداية النزاع.
وأشارت المنظمة الأممية إلى أن نظام تشغيل صافر متدهور، مؤكدة أنه يجعل الخزان النفطي عرضة للانفجار، كاشفةً أنّ مياه البحر تسربت إلى خزان صافر في 27 مايو الماضي، محذرة من تعرضه للغرق.
ويقع خزان صافر في منطقة رأس عيسى قبالة محافظة الحديدة في البحر الأحمر، وهو عبارة عن باخرة عائمة تستخدم لتفريغ النفط الخام القادم من حقول صافر النفطية في محافظة مأرب (170 كيلو مترًا شرق صنعاء).
وينذر التعنت الحوثي في صيانة خزان صافر بكارثة بيئية تُهدِّد المنطقة والعالم نتيجة، في ظل نداءات عديدة من انفجار الناقلة المتهالكة، ويهدّد التسرب بتدفق 138 مليون لتر من النفط، في البحر الأحمر، بالإضافة إلى أنّ الأضرار الكارثية ستتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة وإيقاف وصول المساعدات الغذائية، وسيؤدي التسرب كذلك إلى إغلاق موانئ الحديدة، وارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 800%.
ويمكن القول إنّ المخاوف الإقليمية والدولية بشأن خزان صافر زادت بشكل كبير في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، وما خلّفه من دمار بشري ومادي ضخم، وهو ما نجم عن تخزين مادة نترات الأمونيوم في المرفأ الذي يقع - جغرافيًّا - في منطقة سكانية مكتظة، وقد طالت آثاره كافة أرجاء العاصمة التي أصبحت منكوبة من جرّائه.
وفي بيانٍ حصل عليها "المشهد العربي"، حذَّرت ألوية العمالقة من كارثة بيئية وإنسانية بسبب خزان صافر، منتقدةً ما اعتبرته اكتفاءً من مجلس الأمن الدولي بموقف المشاهد البعيد.
وقال الناطق باسم ألوية العمالقة مأمون حسن المهجمي: "في الوقت الذي يقف مجلس الأمن الدولي في موقف المشاهد البعيد دون أدنى مسؤولية، ستكون هنالك أضرار كارثية بيئية وانسانية واقتصادية وستطال دول مجاورة فضلاً عن وأد كامل لمدينة الحديدة".
وأضاف: "مع الدعوات المتتالية التي أطلقها مجلس الأمن والمطالبة بإخضاع خزان صافر للصيانة العاجلة وتنفيذ الحلول المناسبة السريعة تجنبًا لحدوث كارثة الانفجار أو تسرب النفط وهو ما سيخلف من تهديد لليمن والبلدان الأخرى، إلا أنّ الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران لا تزال متمردة كعادتها إذ رفضت السماح بعمل الصيانة، بغية إحداث الانفجار في الخزان لتحقيق مكاسب إرهاببة ضد الإنسانية والاقتصاد والبيئة".
وتابع: "نحمل الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة عن (خزان صافر المتهالك) خاصة وأن الأمم المتحدة تبنت المبادرة الإنسانية الذي نتج عنها اتفاق استوكهولم بين طرفي الصراع في 18 ديسمبر 2018م والذي تضمن وقف إطلاق النار بجبهة الحديدة والتزمت به قواتنا ولم تلتزم الميليشيا الحوثية، ونتج عنه تمرد الميليشيات في تسليم الموانئ الثلاثة حسب بنود الاتفاق".
وقبل أيام، طالب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور نايف الحجرف، خلال استقباله المبعوث الأممي لليمن، مارتن جريفيث، في الرياض، بتمكين فريق الخبراء بمعاينة ناقلة النفط (صافر) في اليمن.
وشدد المسؤول الخليجي، خلال اللقاء على ضرورة تفادي الكارثة التي قد تقع، تلافيًا لانعكاساتها البيئية الخطيرة والاقتصادية الكبيرة.
بالتزامن مع ذلك، جدَّدت جامعة الدول العربية تحذيرها من خطورة تسرب خزان صافر النفطي، قبالة سواحل اليمن في البحر الأحمر.
ودعا الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، في تصريحات صحفية، مجلس الأمن إلى التدخل بصورة فورية لتمكين فريق الأمم المتحدة من دخول خزان صافر وإجراء الصيانة المطلوبة.