ملائكة الرحمة يتساقطون.. الحوثي يحول إب إلى مقبرة للأطفال

الاثنين 17 أغسطس 2020 01:49:00
ملائكة الرحمة يتساقطون.. الحوثي يحول إب إلى مقبرة للأطفال

تزايدت وقائع القتل والوفاة للأطفال في محافظة إب الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية خلال الأسبوع الماضي، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول الطرف المسؤول عن تلك الجرائم تحديدا وأن المليشيات الحوثية لا توقف جرائم استهداف المدنيين بالمحافظة، الأمر الذي يهدد بتحويل المحافظة إلى مقبرة للصغار الذين يتساقطون يوما تلو الآخر.

تعددت أسباب وأساليب وفاة الأطفال في محافظة إب، فبعضها جاء نتيجة العيارات الراجعة والتي تستخدمها المليشيات الحوثية، والبعض الآخر جاء نتيجة الاختطاف قبل أن يتم العثور على الأطفال مقتولين، والجزء الآخر جراء حوادث الشنق التي تكررت أكثر من مرة بالمحافظة خلال الأسبوع الماضي، وهو ما جعل الأسر يتخوفون من إمكانية استهداف أبنائهم في أي لحظة.

أدخلت هذه الجرائم الرعب في نفوس المواطنين الذين يخشون على أي تحركات لأبنائهم خارج المنزل، وأضحى الجميع يعيشون في حالة من الزعر جراء توالي الحوادث والتي لم يكشف عن هوية مرتكبيها حتى الآن، وهو ما يرجح من فرضية استهداف المليشيات الحوثية لهؤلاء الأطفال، إذ أنها اعتادت في السابق أن تزج بهم في جبهات القتال ليكون مصيرهم في النهاية القتل والتشريد أيضا.

عُثر اليوم الأحد، على جثمان طفل مقتول، بعد يوم واحد من اختفائه هو وشقيقته بوادي اللحج في إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، وقالت مصادر لـ"المشهد العربي"، إنه جرى العثور على جثة الطفل رعد عبده عبدالله (12 عامًا)، فيما يتواصل اختفاء شقيقته، ونوهت المصادر ذاتها إلى أن المحافظة لم تشهد جرائم اختطاف وقتل ونهب وسطو، كما يحدث خلال فترة حكم مليشيا الحوثي.

كما سجلت محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، أمس السبت، حالة وفاة جديدة؛ بسبب عمالة الأطفال غير القانونية، وقالت مصادر حقوقية لـ"المشهد العربي"، إن الطفلة رندا رشاد الديمر (12 عامًا)، توفيت متأثرة بإصابتها في حادثة دهس، أثناء عملها في النظافة بإحدى شوارع المدينة.

ونوهت إلى أن وفاة الطفلة رندا كشفت عن مُخالفة صريحة للقانون من قبل صندوق النظافة، الخاضع لسلطة مليشيا الحوثي، عبر إبرامه عقود عمالة مع الأطفال، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الطفولة، ولكل القوانين والمواثيق المحلية والدولية المُجرمة لعمالة الأطفال، ما يستوجب محاسبة الحوثيين قانونًا.

ويوم الخميس الماضي قتل عيار ناري راجع، طفلا يدعى عبدالله عبدالجبار درموش بالمحافظة ذاتها، وسقط الطفل الضحية صريعا، بعد يوم واحد من احتفاله وسط أسرته بإتمامه حفظ المصحف الشريف كاملا.

كما فوجئ الأهالي في محافظة إب اليوم الأحد، بواقعة ثالثة لوفاة غامضة شنقًا ضحيتها شاب، وعثر المواطنون، بحسب مصادر محلية، على الشاب أشرف شمهان في محل سكنه مشنوقًا، وينحدر المتوفى من مديرية جبلة، ويعمل في محل لبيع الملابس في مركز جرعان التجاري وسط مدينة إب.

ونقلت عن أصدقائه، تواجده معهم في جلسة لتخزين القات داخل المحل، قبل أن يغادرهم بعد منتصف الليل، وكشفت المصادر عن تجاهل أجهزة البحث الجنائي الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، التحقيق في الحادث، مشيرةً إلى أنها اكتفت بإبلاغ أسرته بموته.