رهان الشرعية على الشارع يقودها للفشل مجددًا بالجنوب
رأي المشهد العربي
فشلت جميع جهود الشرعية التي هدفت إلى تغيير الأوضاع القائمة بالجنوب بما يؤدي لبعثرة أوراق اتفاق الرياض ما جعلها مضطرة للجوء إلى الشارع من أجل إثبات شعبيتها غير أن أذرعها بالجنوب لم تتمكن من دفع المواطنين إلى الشارع وانحصرت المظاهرات التي دعت إليها في محافظات عدة بمناطق وأعداد محدودة وكان آخرها ما حدث، أمس الأحد، في مدينة عتق بمحافظة شبوة.
لجأت وسائل إعلام محسوبة على الشرعية إلى بث صورة مزيفة للمظاهرات للتدليل على قوتها، إلى جانب أنها قامت بدفع آلاف الريالات للمواطنين من أجل النزول مستغلة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها، لكن في النهاية بدت المظاهرة باهتة وأفضت إلى نتيجة واحدة مفادها أن الشارع الجنوبي الذي يلفظ مليشيات الشرعية التي تقوم يومًا تلو الآخر باختطاف المواطنين وتعذيبهم وقتلهم، تحديدًا في مدينة عتق التي تنتشر فيها المجاميع الإرهابية.
لا يمكن أن ينجح رهان الشرعية على الشارع الجنوبي لعدة أسباب، على رأسها؛ الشعبية الواسعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في غالبية المحافظات، وإدراك أبناء الجنوب أن هناك جهة تتحدث باسمهم في المحافل الدولية وتسعى بكافة السبل لأن تعوضهم عن السنوات العجاف التي احتلت فيها الشرعية الجنوب، وأن الثقة التي اكتسبها الانتقالي في الجنوب مكنته لأن تسير المفاوضات التي جرت في المملكة العربية السعودية لصالحه والتي انتهت بتوقيع اتفاق الرياض.
السبب الآخر أن الشرعية مارست جميع أنواع الانتهاكات ضد أبناء الجنوب طيلة السنوات الماضية سواء كانت من خلال الفوضى التي عمدت على خلقها في المحافظات التي تواجدت فيها، أو من خلال إهمالها الخدمات العامة للمواطنين أو عدم استجابتها للاستغاثات الموجهة إليها في أوقات الأزمات، وبالتالي فإن دعواتها للتظاهر تكون مثار شكوك كبيرة من أبناء الجنوب الذين يدركون أنها تحتاج إليهم لتحقيق مكاسب سياسية من دون أن ينعكس ذلك إيجابًا عليهم.
إلى جانب أن الشرعية توظف أذرع جنوبية معروفة بخيانتها للقضية الجنوبية من أجل الدعوة لتلك المظاهرات، وبالتالي فإنها لا تجد أذانًا صاغية من المواطنين، وأن أبناء الجنوب يدركون أن ما يسمى "الائتلاف الوطني الجنوبي" الذي دعا لمظاهرات أمس، هدفه الأساسي إفشال جهود المجلس الانتقالي وإفساح المجال أمام القوى المحتلة للسيطرة على مقدرات الجنوب، وتحقيق أهداف الشرعية التي لجأت إلى الشارع بعد أن ضاقت السبل أمامها.
ليس من الممكن أن يكون هناك استجابة شعبية للشرعية في ظل خيانتها للتحالف العربي في جبهات الشمال بعد أن قامت بتسليم الجبهات للمليشيات الحوثية، وبالتالي فإنها في نظر المواطنين مجرد دمية تحركها قوى إقليمية معادية لهم، الأمر الذي كانت نتائجه واضحة في المظاهرات السابقة التي دعت إليها الشرعية في أبين وسقطرى ووصلت أمس الأحد إلى مدينة عتق بمحافظة شبوة.