القتل البطيء.. مليشيا الإصلاح تجرد تعز من قدراتها الصحية

الاثنين 17 أغسطس 2020 22:57:00
القتل البطيء.. مليشيا الإصلاح تجرد تعز من قدراتها الصحية

كثفت مليشيات الإصلاح الإرهابية من جرائمها بحق المواطنين الأبرياء في محافظة تعز، غير أنها هذه المرة اختارت تصويب سلاحها باتجاه المؤسسات الصحية سواء كان ذلك من خلال المستشفيات العامة أو الصيدليات، في محاولة لقتل المواطنين بصورة غير مباشرة بعد أن جردت المحافظة من قدراتها الصحية التي من الممكن أن تتدخل لإنقاذ أرواحهم.

على مدار الأيام الماضية تنوعت جرائم مليشيات الإصلاح بحق المؤسسات الصحية في محافظة تعز، ويبدو أنها تسعى إلى تأزيم الوضع الصحي والأمني بالمحافظة وإنهاك المواطنين في البحث عن جهات خدمية تنتشلهم من الأزمات التي يعانون منها، فيما تتفرغ عناصرها الإرهابية بالتوجه جنوبا لعداء أبناء الجنوب، والمشاركة في المظاهرات الممولة التي ينظمها الإصلاح بين الحين والآخر.

يذهب البعض للتأكيد على أن جرائم الإصلاح تستهدف خلق حالة من الفوضى في المحافظة، تحديدا وأنها تأتي في وقت أقدمت فيه مليشيا الحوثي الإرهابية على استهداف المدنيين أيضا، ما يؤكد أن هناك مؤامرات تحاكى بين الطرفين وفقا للتفاهمات التي تجري برعاية إقليمية وتستهدف بالأساس إفشال جهود التحالف العربي الذي يسعى لتصويب سلاح الشرعية.

وأقدم مسلحون يتبعون مليشيا الإخوان الإرهابية، صباح اليوم الاثنين، على نهب سيارة إسعاف لمكتب الصحة في محافظة تعز، من حي الروضة.

وقالت مصادر محلية في تصريحات لـ"المشهد العربي"، إن عملية نهب سيارة الإسعاف تزامنت مع اقتحام مسلحين مكتب الصحة في حي الأشبط، بالمحافظة وطرد موظفيه، مشيرة إلى أن المعتدين على مكتب الصحة، داهموا مخازنه وأغلقوها عنوة، تحت تهديد السلاح.

يأتي ذلك في الوقت الذي تفاقمت فيه معاناة غالبية أقسام مستشفى الثورة في تعز، إثر انقطاع التيار بعد انفجار مولد الكهرباء الرئيسي بالمستشفى، وقالت مصادر في تصريحات لـ"المشهد العربي"، إن المستشفى يعيش في الظلام، بسبب مضاعفة قوة تأمين المستشفى التابعة لمليشيا الإخوان الإرهابية، الأحمال على المولد.

وأوضحت أن القوة الإخوانية، مددت توصيلات من المولد ذي قدرة 800 كيلو وات، إلى المنازل المحيطة بالمستشفى، لبيع الكهرباء للمواطنين، موضحة أن إدارة المستشفى رفعت مذكرات متتالية للجهات المعنية في المحافظة، لإبلاغها بجمع المسلحين في مستشفى الثورة، مبالغ مالية من المواطنين في محيط المستشفى مقابل تمديد الكهرباء إلى منازلهم، ومحالهم التجارية من المولد الوحيد الخاص بالمستشفى.

وأشارت إلى تعدي المسلحين على مسؤول تشغيل المولد بالضرب، بعد رفع المذكرة، بسبب اعتراضه على أعمال الربط، ولفتت إلى انفجار مولد الكهرباء، نتيجة تزايد الأحمال، بعد تجاهل السلطة المحلية الإخوانية تحذيرات إدارة المستشفى من جريمة سرقة التيار.

وكشفت عن تعطل أقسام المستشفى وتلف محاليل طبية، وتوقف قسم الغسيل الكلوي والمختبرات، نتيجة لانفجار المحول، مؤكدة أن تغطية الكهرباء تراجعت إلى 20% من إجمالي احتياجات أقسام المستشفى، مشيرة إلى انتظار المسلحين لوصول مولد كهربائي جديد للمستشفى لإعادة ربطه مع المنازل المحيطة، وتكرار الأزمة.

فيما هاجم مسلحون مجهولون، أمس الأول السبت، إحدى الصيدليات بوسط مدينة تعز، على الرغم من المزاعم الإخوانية بضبط الأمن، وأطلق المسلحون وابلًا من الرصاص على صيدلية الدكتور محمد عبد الرحمن الكمالي، الواقعة في شارع التحرير الأسفل وسط مدينة تعز، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة.

وجاءت جرائم مليشيات الشرعية بالتزامن مع تصعيد حوثي مستمر ضد سكان المحافظة، إذ تجرد قناص حوثي من إنسانيته، واستهدف عصر اليوم الإثنين طفلة في حي الروضة بتعز.

وأكدت مصادر محلية لـ"المشهد العربي" أن القناص الحوثي استهدف من موقع تمركزه في تبة الحرير الطفلة أثناء مرورها لجلب الماء أمام فندق سبأ، وأوضحت المصادر أن عددا من الأهالي تمكنوا من إنقاذ حياة الطفلة بعد إسعافها لأحد المستشفيات القريبة.