طهران توظف الحوثي بديلا لحزب الله لتخفيف الضغوطات الإقليمية
لجأت طهران إلى إحداث تغييرات تكتيكية في مهام الأذرع الإرهابية التابعة لها بالمنطقة العربية في أعقاب غياب حزب الله اللبناني عن الساحة على وقع كارثة مرفأ بيروت إذ تشير التوقعات إلى تورطه في التسبب بالحادث، وهو ما أفسح المجال أمام إعطاء الإشارات الخضراء للمليشيات الحوثية الإرهابية لتصعيد أعمالها الإرهابية في خطوة تستهدف تخفيف الضغوطات على إيران.
يصعُب الفصل بين توالي الهجمات الحوثية على المملكة العربية السعودية على مدار ثلاثة أيام متتالية وبين حالة السكون التي يمر بها حزب الله اللبناني والذي يتوارى عن الأنظار وقد يصبح ورقة محروقة لن تستفيد منها إيران مجددًا حال ثبت تورطه في مقتل رفيق الحريري، بانتظار حكم المحكمة المقرر صدوره، غدا الثلاثاء، الأمر الذي يجعل المليشيات الحوثية تتصدر المشهد بجدارة إذ أن الظروف تبدو مواتية لها من أجل ارتكاب مزيد من الجرائم.
لا تواجه المليشيات الحوثية ضغوطات مثل التي يواجهها حزب الله بالوقت الحالي، لأن خطة السلام التي يحاول المبعوث الأممي طرحها في الوقت الحالي مازالت مبهمة ولا تشهد توافقًا على مستوى الشرعية، بما يعني أن خطة غريفيث سوف تستغرق أوقاتا طويلة أخرى وهو أمر يصب لصالح المليشيات الحوثية التي ستتهرب من أي اتفاق.
وبالإضافة إلى ذلك فإن المليشيات الحوثية الإرهابية تتواجد بكل راحة على الجبهات من دون أن يقابلها جيش الشرعية الذي يتفرغ لقتال أبناء الجنوب، وسلم جبهات الشمال والأسلحة والمعدات إلى العناصر المدعومة من إيران، وبالتالي فإن إطلاق الصواريخ على المملكة لا يواجه بأي مضايقات عسكرية بالداخل، وطالما توفر المال والسلاح لدى المليشيات الحوثية فإنها لن تجد صعوبة في إطلاق طائراتها وصواريخها المفخخة.
وفي المقابل فإن المليشيات الحوثية تسعى لأن تأخذ مكانة حزب الله اللبناني الذي يحظى بالدعم الإيراني الأكبر ولديه النفوذ الأقوى على المستوى الدولي مقاربة بالمليشيات الحوثية التي تعاني في أغلب الأحيان أزمات مالية تدفع لزيادة الصراعات بين قياداتها بحثًا عن الاستئثار بالجزء الأكبر من التمويل الذي يأتي إلى المليشيات من إيران، وبالتالي فإن التصعيد الحالي ضد المملكة هدفه تقديم فروض الولاء والطاعة لطهران وإثبات أحقيتها في توجيه مزيد من الدعم.
ولعل آخر وقائع استهداف المملكة العربية السعودية، ما أعلنت عنه مديرية الدفاع المدني في منطقة جازان، مساء اليوم الاثنين، إذ أشارت إلى العثور على مقذوف عسكري أطلقته عناصر المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، من داخل الأراضي اليمنية باتجاه إحدى القرى الحدودية في جازان.
وأوضحت في بيان لها، أن المقذوف تسبب في تضرر منزلين متجاورين ومركبة إثر شظاياه المتطايرة، نافية وقوع أي وفيات أو إصابات بين المدنيين.
وتصدت الدفاعات الجوية السعودية، أمس الأحد، لصاروخ باليستي أطلقته مليشيا الحوثي الإرهابية تجاه الأراضي في المملكة.
فيما توالت الإدانات العربية الرافضة للتصعيد الحوثي، وأدانت دولة الإمارات العربية المتحدة، محاولات مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، استهداف المناطق المدنية في المملكة العربية السعودية، بالصواريخ الباليستية.
وعبرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان، اليوم الاثنين، عن تضامنها مع المملكة إزاء هذه الهجمات الإرهابية ضد المدنيين، وشددت على وقوفهما في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمن المملكة العربية السعودية واستقرارها.
وقال البيان، إن الإمارات تدعم السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، ونبه إلى أن استمرار هذه الاعتداءات، يوضح طبيعة الخطر الذي يواجه المنطقة من عدوان مليشيا الحوثي، ووصفه بأنه دليل جديد على سعي المليشيات الحوثية إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.