تشدد الحوثي يُحول صنعاء إلى مدينة جاذبة للإرهاب
عمدت المليشيات الحوثية على تجريد صنعاء من جميع مقومات المدنية والتنوع بعد أن نشرت ثقافتها المتطرفة وسط المواطنين وضيقت الخناق على تحركات النساء والطوائف الدينية المخالفة لها، ما جعلها مدينة جاذبة للتنظيمات الإرهابية التي تجد في هذه الأجواء التي يغلب عليها التطرف بيئة خصبة للتمدد والانتشار، تحديدًا في ظل الحديث عن وجود تقارب بين الحوثي وتنظيمي داعش والقاعدة.
خلال الأيام الماضية تعددت الوقائع التي استهدفت نشر التطرف والإرهاب بالمدنية، إذ قوضت المليشيات الحوثية حركة النساء في الشوارع بفعل انتشار أمنها النسائي المعروف باسم "الزينبيات"، والتي منعت المرتادات من الدخول إلى بعض الحدائق والمتنزهات والاستراحات المخصصة لهن، بحجة أن ذلك "يعمل على تأخير النصر" بحسب مزاعمها.
كما عملت المليشيات الحوثية الإرهابية خلال السنوات الماضية على قمع الحريات والتضييق على اليمنيين بمناطق سيطرتها تحت مسميات عدة والتي من أبرزها محاربة الاختلاط، كما قامت بطمس ملامح صور نسائية من لافتات إعلانية، بحجة أنّ تلك الصورة تقوم بـ"تأخير النصر"، وفصلت بين الجنسين في قاعات الدراسة بالجامعات ومعاهد اللغات.
وخلال الأيام الماضية أقدمت عناصر ميليشيا الحوثي على إحراق عباءات نسائية بحجة مخالفتها للباس الشرعي وبالتالي إثارتها للفتنة، الأمر الذي فجّر سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ووثقت مقاطع فيديو اقتحام عناصر ميليشيا الحوثي لعدد من محال بيع البالطوهات والعباءات النسائية، بحثا عن "ربطة الخصر" التي تعد ضمن محتوى البالطوهات.
ووافقت المليشيات الحوثية على فتح الكافيهات، غير أنّها اشترطت عدم دخول الفتيان والشباب إليها، وقصرت الدخول على النساء والعائلات فقط، بمبرر منع الاختلاط.
وكان "منع الاختلاط" سببًا لقرار أعلنته المليشيات الحوثية قبل أيام، عندما أصدر القيادي بالمليشيات القاسم محمد عباس، المعين رئيسًا لجامعة صنعاء تعليمات جديدة بمنع حفلات التخرج بدعوى منع الاختلاط بين الطلاب والطالبات، في خطوة برهنت على الوجه الداعشي للحوثيين.
وكانت مليشيا الحوثي تغلق الكافيهات في صنعاء بين الفينة والأخرى بحجة منع الاختلاط، قبل أن تفرض غرامات عليها وتعيد فتحها بشروط منها تخصيص أماكن خاصة للنساء والفتيات والفصل بين الجنسين، إلا أنها أعادت غلقها مع فرض تدابير كورونا.
وقرر رئيس الجامعة الحوثي القاسم عباس، بعد اجتماع مع عمداء الكليات ورؤساء الأقسام، الفصل بين الطلاب والطالبات ومنع الاختلاط في مشروعات التخرج في الجامعة، بحجة الحفاظ على "الهوية الإيمانية".
كما أن المليشيات الحوثية قضت على التنوع الديني، إذ كشف مصدر مطلع أن هناك 20 شخصًا فقط من الطائفة اليهودية في صنعاء، بعد أن أجبرت المليشيا الحوثية العشرات على الرحيل خلال السنوات الأخيرة.
وقال المصدر لـ"المشهد العربي"، إن حاخام الطائفة اليهودية يحيى يوسف الذي تعرض للاعتقال والسجن في سجن المخابرات الحوثية لأكثر من عام، من بين المتواجدين في صنعاء.
وأضاف أن اليهود المتبقين الذين يقطنون في المدينة السياحية في سعوان منذ سنوات، يتعرضون للمضايقة من مليشيا الحوثي الإرهابية.
وأكد المصدر أن الحاخام يحيى يوسف أكد لمقربين منه أكثر من مرة أن الحسابات على مواقع تويتر، التي تنسب ليهود يمنيين، لا صلة لأبناء الطائفة اليهودية بها.