التحشيد الإرهابي في أبين.. مخطط الإخوان لإفشال تفاق الرياض
على الرغم من تأكيد مختلف الأطراف على ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، فإنّ المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لـ"الأخيرة" تواصل ممارسة دور شديد الخبث من أجل إفشال هذا المسار.
ولجأت المليشيات الإخوانية إلى الاستعانة بتنظيمات إرهابية، تملك علاقات قوية معها، من أجل إفشال اتفاق الرياض، وذلك من خلال سلسلة طويلة من التصعيد العسكري في جبهة أبين.
ففي الساعات الماضية، صعّدت مليشيا الإخوان من خروقاتها على جبهة أبين، بمحاولات تسلل وهجمات مدفعية على تمركزات القوات المسلحة الجنوبية في الطرية ووادي سلا.
هجمات مليشيا الإخوان، بحسب مصدر ميداني، تعد استهدافًا واضحًا لإفشال اتفاق الرياض، لا سيّما في ظل انتشار الوفد العسكري السعودي لتطبيق الشق العسكري.
وشدد على محاولة تنظيم الإخوان الإرهابي استدعاء تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، إلى جبهات محور أبين، لوأد أي جهود لتفعيل اتفاق الرياض.
اتفاق الرياض الموقّع في الخامس من نوفمبر الماضي، يستهدف في الأساس ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية وذلك من خلال تحقيق الاستقرار السياسي وضبط الوضع العسكري على الأرض.
وعلى الرغم من تأكيد مختلف الأطراف على أهمية هذا المسار، فإنّ المليشيات الإخوانية الإرهابية دأبت على ارتكاب العديد من الخروقات العسكرية التي رمت إلى إفشال هذا المسار الذي يستأصل النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية بشكل كامل.
ومن أجل تحقيق هذه الغرض، فإنّ المليشيات الإخوانية استعانت بتنظيمي داعش والقاعدة عبر تحشيد عسكري متواصل ضد الجنوب، استهدفت في المقام الأول صناعة فوضى أمنية عارمة، بغية خلط الأوراق واستفزاز الجنوبيين على النحو الذي يُجهِض الاتفاق.
وقبل أيام، تلقّت تمركزات تنظيم القاعدة الإرهابي في مديرية الوضيع بمحافظة أبين، إمدادات عسكرية، من اللواء الثالث حماية رئاسية، بقيادة الإرهابي المدعو لؤي الزامكي الموالي لمليشيا الإخوان الإرهابية.
ونقلت العناصر الإرهابية، الإمدادات إلى مناطق تمركزها في الوضيع، في تأكيد على استمرار التنسيق العسكري بين الشرعية الإخوانية، وتنظيم القاعدة الإرهابي، ورُصد انتشارٌ غير مألوف لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في مديرية الوضيع، بالتزامن مع أعمال نقل الإمدادات.
العلاقات بين الشرعية وتنظيم القاعدة يقودها الإرهابي علي محسن الأحمر الذي يُنظر إليه بأنّه مُحرّك أساسي لمجريات الأمور في معسكر "الشرعية"، وهو أشد قادة هذا الفصيل إرهابًا وتطرفًا، ويتولى التنسيق في علاقات الإخوان والقاعدة.
علاقة محسن الأحمر بتنظيم القاعدة تعود إلى عام 2017، حيث أتاح الأحمر أرضًا خصبةً للمجموعات والفصائل المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة.
تبرهن كل هذه المعلومات على أنّ المملكة العربية السعودية، باعتبارها راعية اتفاق الرياض، تنتظرها مهمة شاقة للغاية من أجل إنجاح الاتفاق، وباتت مطالبة بممارسة ضغوط أكبر على حكومة الشرعية لإلزامها باحترام مسار اتفاق الرياض والعمل على تنفيذ بنوده، وأولها وقف التصعيد العسكري ضد الجنوب، الذي يملك بدوره حقًا أصيلًا في الدفاع عن نفسه من المؤامرات التصعيدية التي يتعرّض لها.