ثقافة تُذبَح في صمت.. تاريخٌ تمحوه جرائم الحوثي

الجمعة 21 أغسطس 2020 21:57:00
 ثقافة تُذبَح في صمت.. "تاريخٌ" تمحوه جرائم الحوثي

لم تترك مليشيا الحوثي الموالية لإيران أي قطاع إلا وطاله الكثير من العبث بفعل الممارسات الإجرامية التي دأب هذا الفصيل الإرهابي على ارتكابها.

وكما غيره من مختلف القطاعات، فقد دفع المجال الثقافي كلفة باهظة للغاية بسبب الجرائم الخبيثة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب العبثية منذ صيف 2014.

وفي هذا الإطار، اقتحم مسلحون حوثيون مقر اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة ذمار، ونقلوا نساءً وأطفالًا إلى داخل مقر الاتحاد للسكن فيه بالقوة، وذلك بعد أيام من تعيين المليشيات القيادي البارز محمد البخيتي محافظًا لها في ذمار.

مصادر محلية قالت إنّ المليشيات الحوثية منذ اجتياحها ذمار ومدنًا أخرى، كان من مهامها الأساسية استهداف القطاع الثقافي ومؤسساته ومنتسبيه من المثقفين والأدباء والمفكرين؛ كونهم، على حد زعم المليشيا الإرهابية، يشكلون خطرًا على مشروعها القائم على الفكر الطائفي الصفوي الإيراني.

وكثيرًا ما أقدمت المليشيات الحوثية على سرقة المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية، وذلك من خلال النهب والتهريب والبيع أو التفجير والقصف والتحويل لمخازن أسلحة وثكنات عسكرية.

عمدت المليشيات الحوثية إلى تشويه معالم مدينة صنعاء القديمة والتي أصبحت منذ شهر يوليو 2015 ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي المعرضة للخطر بسبب الحرب والانتهاكات التي تمارسها المليشيات تجاه التراث العمراني للمدينة.

وطوال الفترة الماضية، وُجّهت العديد من الاتهامات للمليشيات الحوثية بعدما أدّى الإهمال الكبير إلى تدمير المباني التاريخية لمدينة صنعاء القديمة.

وشهدت صنعاء مؤخرًا، أمطارًا غزيرة أدّت إلى تهدُّم أجزاء من سور صنعاء القديمة، وانهيار عدد من المنازل التاريخية في المدينة المصنفة على قائمة التراث العالمي، في ظل إهمال حوثي يبدو أنّه متعمّد، وسقطت أجزاءٌ من سور صنعاء القديمة في الجهتين الشرقية والجنوبية جراء الأمطار، مع توقف أعمال الترميم، وتعرّضت عدة منازل لتهدم جزئي وكلي جراء الأمطار.

وفي هذا الإطار، كشف مختصون عن أنّ صنعاء أصبحت مهددة بالشطب من قائمة التراث العالمي بعد إيقاف مليشيا الحوثي الإرهابية مخصصات ترميم المدينة، وابتزاز مشاريع منظمة اليونسكو.

ومؤخرًا، عبّرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" عن أسفها لخسارة الأرواح والممتلكات في المراكز التاريخية في اليمن، وشددت على مواصلتها رصد الوضع عن كثب، لتقييم الاحتياجات وتعبئة الموارد والخبرات الكافية.
    
وكشفت المنظمة عن إنقاذها 28 منزلا في منطقة القاسمي ومنزلين في زبيد، بمنطقة صنعاء القديمة من الانهيار، وقالت إنها اعتمدت مشروعا لتقييم تفصيلي للأضرار، عبر توظيف 4 آلاف شاب.