خيارات الانتقالي المتعددة تمنحه تفوقًا سياسيًا وعسكريًا بالجنوب

الجمعة 28 أغسطس 2020 19:00:00
خيارات الانتقالي المتعددة تمنحه تفوقًا سياسيًا وعسكريًا بالجنوب

رأي المشهد العربي

لدى المجلس الانتقالي الجنوبي جملة من الخيارات للتعامل مع تصعيد مليشيات الشرعية الذي تزايدت وتيرته خلال الأيام الماضية، ولعل تعليق مشاركته في مفاوضات تنفيذ الآلية السعودية مع التزامه الكامل ببنود اتفاق الرياض تعد واحدة من تلك الخيارات التي تفرض مزيدًا من الضغوطات على الشرعية التي تتأرجح بين إرضاء التحالف وكسب ود محور الشر "الإيراني القطري التركي ".

هناك العديد من الخيارات التي من الممكن أن يلجأ إليها الانتقالي خلال الفترة المقبلة في حال استمرار الشرعية في خروقاتها، بالطبع يأتي في مقدمتها المواجهة العسكرية، ودائمًا ما تكون في صالح القوات المسلحة الجنوبية والتي حققت انتصارات سابقة خلال العام المنقضي تمنحها تفوقًا نفسيًا وعسكريًا على الأرض، حتى بعد أن استعانت الشرعية بالعناصر الإرهابية للاحتماء بها، إذ نجح الجنوب في تطهير محافظات الجنوب من تلك العناصر قبل سنوات قليلة.

إلى جانب ذلك فإن القاعدة الشعبية العريضة للانتقالي في الجنوب تمنحه تفوقًا آخرًا على المستوى الشعبي، في ظل رغبة أبناء الجنوب الجامحة في التخلص من احتلال الشرعية وبناء دولة الجنوب المستقلة، ولعل شعبية الانتقالي تشكل الخطر الأكبر للشرعية التي تجد نفسها بلا حاضنة تدعم وجودها بالجنوب.

كثيرًا ما حسم الانتقالي معاركه السياسية مع الشرعية بفعل الشعبية التي يحظى بها في الشارع الجنوبي، ومهدت الكثير من المليونيات الجماهيرية الداعمة للمجلس لحلحة جمود المفاوضات مع الشرعية بالرياض، سواء حين توقيع الاتفاق في شهر نوفمبر الماضي، أو حتى قبل الوصول لتوافق حول الآلية السعودية لتسريع وتيرة تنفيذ الاتفاق والتي تمخض عنها تعيين محافظ جديد للعاصمة عدن وتشكيل حكومة كفاءات مشتركة.

الخيار الآخر الذي سيكون أمام المجلس الانتقالي يرتبط باستغلال علاقاته الدبلوماسية القوية مع العديد من القوى الفاعلة بالمجتمع الدولي من أجل الضغط على الشرعية وكشف جرائمها بالأدلة والبراهين، وفي تلك الحالة سيكون على وفود الانتقالي في البلدان الغربية أدوارًا فاعلة في فضح الممارسات الإجرامية وكشف علاقة الشرعية بالتنظيمات الإرهابية، وهو خيار نجح الانتقالي في استخدامه من قبل ومهد أيضًا للوصول إلى اتفاق الرياض.

يستطيع الانتقالي أن يستجمع قوى أبناء الجنوب في مجابهة تهديدات الشرعية بعد أن أضحت المؤامرة واضحة ومفضوحة أمام الجميع، كما أن التفاعل الإيجابي مع الخطوات الأخيرة للانتقالي تبرهن على أن هناك ثقة فيما يتخذه من قرارات للحفاظ على مكتسبات القضية الجنوبية والبناء عليها وصولًا إلى تحقيق حلم استعادة الدولة.