أدوار خفية للشرعية تدعم الاعتداءات الحوثية على المملكة
رأي المشهد العربي
تصاعدت وتيرة الاعتداءات الحوثية على المملكة العربية السعودية خلال الأيام الماضية والتي كان آخرها إطلاق طائرة بدون طيار "مُفخخة" لاستهداف المسافرين بمطار أبها الدولي قبل أن تعترضها قوات التحالف العربي، وبالرغم من تورط المليشيات المدعومة من إيران بشكل رسمي وعلني في تلك الاعتداءات، غير أنه يظل هناك دور خفي للشرعية يساعد على استمرار إطلاق الطائرات والصواريخ على المناطق المدنية بالمملكة.
لعل أول هذه الأدوار يتمثل في ترك جبهات الشمال من دون معارك تذكر مع المليشيات الحوثية إذ توقفت المعارك بشكل تام في غالبية الجبهات فيما ركزت الشرعية عملياتها ضد أبناء الجنوب، كما أنها قامت بحشد عناصرها الذين تواجدوا بجبهات الشمال طيلة السنوات الماضية من أجل الدفع بهم إلى محافظات الجنوب وبالتالي فإنها أوجدت أجواء مهيأة لاستمرار إطلاق الصواريخ والطائرات من دون أن تتعرض المليشيات الحوثية لأي مضايقات.
وكذلك فإن الشرعية تسعى جاهدة لإفشال جهود المملكة العربية السعودية السياسية لحل الأزمة اليمنية، وتشكل ممارساتها في هذا الشأن عاملا مهمًا تستفيد منه المليشيات الحوثية التي تكثف جرائمها لإطالة أمد الصراع، ما يجعل محاولات الشرعية الحالية لإفشال اتفاق الرياض تصب بالأساس في صالح المليشيات الحوثية التي تراقب عثرات الاتفاق وتدفع باتجاه التصعيد ضد المملكة.
أدوار الشرعية الخفية لا تتوقف عند هذا الحد بل إنها طالت عمليات تسليم السلاح إلى المليشيات الحوثية، لأن هروبها من جبهات الشمال جاء عن طريق الأفراد فقط فيما تركت الأسلحة والمعدات التي كانت بحوزة ما يسمى بالجيش اليمني للمليشيات الحوثية، وأضحى لدى العناصر المدعومة من إيران قدرات عسكرية كان من المفترض استخدامها بالأساس ضدها لإنهاء إرهابها الذي امتد للعام السادس على التوالي.
بالإضافة إلى ذلك فإن الشرعية تجهز عدتها لاستهداف القوات المشتركة في جبهة الساحل الغربي بعد أن أفصحت عن رغبتها في الاستيلاء على ميناء المخا، وبالتالي فهي تخفف الضغط على المليشيات الحوثية التي تواجه مقاومة قوية في الحديدة، والأمر ذاته ينطبق على تصعيدها في أبين مع توالي الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة الجنوبية في جبهة الضالع.
تبقى جميع أدوار الشرعية مؤثرة لصالح المليشيات الحوثية التي تستغل الفرصة الراهنة من أجل تنفيذ أجندة إيران بالتصعيد ضد التحالف العربي الذي نجح في وقف تمددها عبر جهوده الفاعلة باليمن منذ انطلاق عاصفة الحزم، وهو أمر يتطلب خطوات أسرع من التحالف لتفكيك بنية الشرعية الحالية التي أضحت ذراعًا يستخدمه محور الشر القطري التركي الإيراني لإطالة أمد الصراع باليمن.