التحالف والانتقالي.. شراكة إستراتيجية لمواجهة مشاريع إيران بالمنطقة
تعد العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي بمثابة شراكة إستراتيجية لمواجهة أطماع إيران بالمنطقة، إذ أن تلك العلاقة أوقفت تمدد مليشيات إيران بالجنوب ومنعت وصولها إلى خليج عدن، كما أن قوة هذه العلاقة هي من كشفت الشرعية على حقيقتها بعد أن تيقن التحالف من أنها تعمل لصالح مشاريع معادية بفضل ثبات الانتقالي وتمسكه باتفاق الرياض حتى بعد أن أقدمت الشرعية على جملة من الخروقات بالجنوب.
تكمن أهمية هذه الشراكة في أنها طهرت المحافظات الجنوبية من العناصر الإرهابية والمليشيات الحوثية وبعثت برسالة إلى إيران وحلفائها بأن هناك قوات لديها سيطرة وقوة على الأرض من الممكن أن تحقق انتصارات عسكرية على عناصرها وأن انقلابها لن يطول الجنوب كما كان مخططا في السابق، الأمر الذي أدى لانكشاف القوى الإقليمية الداعمة لإيران بعد أن كثفت من جرائمها محاولة اختراق الجنوب.
استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يكسب ثقة التحالف العربي بعد أن ساعده كثيرا في الوصول إلى اتفاق الرياض بصيغته الحالية بالرغم من مراوغات الشرعية لإدراكه أن أول خطوات الحل تكمن في توجيه سلاح الشرعية باتجاه المليشيات الحوثية وتفكيك بنية الحكومة الحالية التي تسيطر عليها مليشيات الإخوان.
بالرغم من إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي تعليق مشاركته في مفاوضات الشق السياسي لاتفاق الرياض غير أنه أكد التزامه الكامل بالاتفاق بما لا يسمح بوجود ثغرة من الممكن أن تستغلها الشرعية لإجهاض الاتفاق من الأساس ومن ثم استمرار الأوضاع على ما هي عليه الآن من دون أن يكون هناك مواجهة فعلية للمليشيات الحوثية.
وتأكيدا على تلك الثوابت نظمت اللجنة التحضيرية العليا لنساء الجنوب، صباح اليوم الإثنين، فعالية داعمة لجهود تنفيذ اتفاق الرياض، تحت شعار "تنفيذ اتفاق الرياض غايتنا.. والمجلس الانتقالي يمثلنا"، وذلك بمشاركة قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي.
وشدد اللقاء على وقوف المجلس الانتقالي إلى جانب التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ضد المشاريع الإخوانية والفارسية التي تستهدف أمن المنطقة.
وأعرب اللواء أحمد سعيد بن بريك، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عن تطلعه إلى تفعيل اتفاق الرياض، مشددًا على وقوف المجلس مع تنفيذ بنوده.
وتعهد خلال كلمته، بالوقوف ضد محاولات الوقيعة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي، وأشار إلى بدء محافظ العاصمة عدن، أحمد حامد لملس، تولي مهامه، مؤكدًا أن "التركة ثقيلة".
وعبر عن تضامن المجلس الانتقالي الجنوبي معه لمساندته، قائلًا: "كل شرفاء الجنوب في مقدمتهم أبناء الحبيبة عدن إلى جواره".
بدورها، دعت مستشارة رئيس المجلس الانتقالي لشؤون المرأة، نجوى فضل، الشرعية ومليشياتها الإخوانية الإرهابية إلى وقف إراقة الدماء، وخرق اتفاق وقف النار في محافظة أبين، مشيرةً إلى أن نساء الجنوب يرفضن الحرب.
وقبل أيام شدد فضل الجعدي مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، على أن المجلس قبل اتفاق الرياض ليثبت للعالم أنه يجنح للسلم وليس للحرب، مطالبًا التحالف العربي بردع من يخترق الاتفاق.
وقال إن الطرف الآخر لازال يمارس الانتهاكات ويمارس سياسة التعذيب في قطع المرتبات والخدمات وغيرها، مؤكدًا أن المجلس لن يقف صامتًا عن المظالم ويجب أن ينال كل ذي حق حقه.
ولفت إلى أن وفد المجلس في الرياض بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، وأعضاء الوفد المفاوض، ثابتون ومتمسكون بقضيتهم.