بلجوئه لمحور انقره طهران الدوحة.. هل  فض هادي تحالفه مع التحالف ؟

الجمعة 23 فبراير 2018 04:43:00
بلجوئه لمحور انقره طهران الدوحة.. هل  فض " هادي " تحالفه مع التحالف ؟
خاص "المشهد العربي "

التقارب المعلن بين تركيا والحكومة الشرعية الأخير ليس بجديد غير أن محاولة إبرازه في هذا التوقيت تحديدا ينطوي على رسائل سياسية أراد حزب التجمع اليمني للإصلاح - بحسب متابعين - إيصالها لدول التحالف العربي تحديدا ومفادها بأننا قادرين على الصعود الى قطار آمن آخر حال وصلت الأمور بيننا الى طريق مسدود

مبالغات :

مراقبون للشأن اليمني يرون بأن اللقاءات التي عقدتها مؤخرا شخصيات في الحكومة الشرعية بينهم رئيس الوزراء في حكومة الرئيس هادي "أحمد عبيد بن دغر" مع الجانب التركي اعتيادية وتوظيفها أو تحميلها  أكثر من ذلك أمر مبالغ فيه يندرج في سياق المماحكات السياسية ؛ فتركيا الغارقة حتى أخمص قدميها في الملف السوري ؛ بالإضافة الى معركتها في عفرين كفيلة بإشغالها عن الخوض في صراعات المنطقة الأخرى التي تنأى أنقرة عن التدخل المباشر فيها حفاضا على علاقاتها الجيدة مع دول المنطقة وإن بدرجات متفاوتة ؛ وكلفة ذلك اقتصاديا عليها حال توسّعت وتمددت باتجاه الجزيرة جنوبا وصولا الى باب المندب  .

غير أن ذلك يمكن ان يُقرأ من زاوية مقابلة تماماً ؛ فتركيا التي يواجه تدخّلها في عفرين السورية معارضة عربية وخليجية واضحة تريد هي الأخرى استخدام الأوراق المتاحة أمامها بهدف الضغط الموازي على التحالف العربي بقيادة السعودية وفرصة سانحة لتصفية حاسبها مع الإمارات العربيّة المتحدة بعد التراشق الإعلامي الأخير بين الجانبين .

على المكشوف :

قراءة النيات الحاضر في قلب مشهد ملفات المنطقة المتفجّرة يبدو منطقيّاً في ضل تتالي أحداثها المتسارعة وتشابك المصالح وتنافرها وتبدّل التحالفات والولاءات في آن ؛فقطر التي كانت حاضرة الجبل في نهم ومأرب اليمنية ضمن دول التحالف العربي لحولين كاملين سرعان ما فُطِمت و قلبت للتّحالف  ضهر المجن مفعّلة  تحالفاتها القديمة الجديدة علناً  آخذة  بكلّ ما أوتيت من قوّة الى ضرب محيطها الخليجي مع إدراكها الجازم بأنها بذلك ربّما تقطع جذع الشجرة الذي  تقف عليه بحسب محللين  .

ويردُّ مقربون من النظام القطري بأن دول التحالف العربي بقيادة السعوديّة وابو ضبي هما من استعدتا قطر في بداية الأمر وقطعتا العلاقة معها وأن ما تقوم به الدوحة لا يخرج عن كونه ردة فعل طبيعية للدفاع عن النفس  .

تخبّط :

ويرى متابعون للشأن اليمني أن :" تكثيف تحرك القيادات الإصلاحيّة  في حكومة الرئيس هادي باتجاه تركيا جاء بعد هزيمتها العسكرية في عدن لصالح المجلس الانتقالي وتفكيك ألويتها وترسانتها العسكرية؛ متوازياً وسقوط أوراق سياسية ,وامنيّة أخرى كانت تراهن عليها من بينها استمرار ابتزازها للتحالف ماديّا وعسكريّا وسياسيا " ضمن الترتيب مع  الدوحة لمشروع كبير كان يجري التحضير له بالتنسيق الكامل مع دول إقليمية من أهم مخرجاته الذهاب الى عقد تسوية منفردة مع الحوثيين ومن ثم التمكين الكامل لتلك الدول للدخول عبر مضلة الشرعية الى عدن وبقية المناطق المحررة بعناوين عريضة ؛ ولأجل ذلك شرعت أطراف في الشرعية الى تنفيذ ذلك المخطط عبر وزيرين جرى تعيينهما حديثا . بحسب مصادر أمنية " للمشهد العربي "

غير أن التنفيذ الفعلي لذلك المشروع كان يتطلب ضرورة بداية السيطرة على المنافذ البحرية والجوية في المناطق المحررة بينها المطارات والموانئ ليسهل عبرها  إدخال العتاد المطلوب الى عدن وحضرموت والمهرة تحديدا .

يشار الى أن التحالف العربي وأمن عدن كانا قد كشفا مطلع يناير المنصرم  محاولات عديدة لإدخال مواد محضورة واشخاص على ارتباط بالجماعات المصنّفة بالإرهابية الى عدن على شكل مساعدات إنسانية تديرها جمعيات مشبوهة وبالتنسيق الكامل مع جمعيات وقيادات  في الداخل بحسب تلك المصادر .

وبالمحصّلة فالشرعية تسعى الى فتح قنوات يمكنها المناورة من خلالها لتخفيف الضغط الذي يمارسه التحالف عليها لإعادة ضبط إيقاعها بما يتناغم و أهداف تدخله في اليمن ؛ويذهب محللون عسكريون الى أن :" اللجوء المعلن للشرعية باتجاه محور قطر تركيا طهران يشير الى أن الهوّة بينها والتحالف آخذة في الاتساع ليرشح السؤال هنا عن مدى جدية الدوحة وأنقرة للوقوف مع إدارة هادي في وجه التحالف العربي بقيادة المملكة خاصة وان الدولتين لا تملكان إمكانية الحضور العسكري في اليمن أو حتى إمكانية دعم وجود هادي الهش على الأرض شمالا وجنوباً - حال حمي الوطيس - وما مواجهات عدن التي خسرتها حكومته بقضّ ألوية حمايتها الرئاسية وقضيضها الإ نذير مقدّم عما يمكن ان تحمله لها قوادم الأيام إن هي فكرت بخيانة السعودية ومن خلفها الإمارات وباقي دول التحالف العربي .

 خاص : المشهد العربي "