صراعات أجنحة الحوثي.. لماذا تعتقل المليشيات عناصرها؟
من جديد، عادت صراعات الأجنحة تضرب المليشيات الحوثية من الداخل، في ظل الخلافات التي تجمع عناصر هذا الفصيل الإرهابي بسبب التصارع على النفوذ ونهب الأموال.
وفي أحدث حلقات هذا التصارع، شنّ فصيل أمني تابع لمليشيا الحوثي الإرهابية، حملة اعتقالات ضد فصيل آخر في محافظة ذمار جنوب صنعاء.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنّ خلافات بين المشرفين الحوثيين في مديرية جهران على قضايا الأراضي والجبايات، انتهت بقيام أحد القيادات باعتقال عدد من عناصر المليشيات المدعومة من إيران، ووضعهم في سجن إدارة أمن جهران.
وجرت الاعتقالات في صفوف عناصر من المليشيات وسط تهديدات بين القيادات الحوثية في المديرية واتهامات متبادلة بالفساد وابتزاز المواطنين، وفرض الجبايات عليهم.
وتستغل قيادات مليشيا الحوثي الشباب المندفعين والمتهورين دون سن العشرين للقيام بأعمال قذرة وخوض صراعاتها من خلالهم.
تضاف هذه الواقعة إلى سجل حوثي كبير، يشهد على اندلاع اشتباكات بين فصائل وعناصر المليشيات، وذلك بسبب التصارع على نهب الأموال، ضمن لعبة صراعات أجنحة تضرب المليشيات من الداخل.
وفي الفترة القليلة الماضية، تفاقمت حدة الصراعات بين أجنحة المليشيات الحوثية، وسط توقعات بأنها تنذر بحرب شوارع وشيكة في صنعاء.
ومع اشتداد النزاعات والانقسامات داخل المليشيات في الآونة الأخيرة، ازدادت عمليات النهب والسطو المسلح على الأراضي والممتلكات في صنعاء ومحيطها ومناطق أخرى من قبل قيادات نافذة في المليشيات.
ومؤخرًا، تصاعد الصراع بين قيادات رفيعة في مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، على أموال مؤسسة الصالح للتنمية الاجتماعية، التي غيّرت المليشيات اسمها إلى مؤسسة الشعب للتنمية الاجتماعية، عقب الاستيلاء عليها إثر مقتل علي عبدالله صالح، في ديسمبر 2017.
اعتقلت مليشيا الحوثي، أحد القيادات البارزة والتابعة لها بمحافظة تعز، حيث قالت مصادر "المشهد العربي" إنّ قوات أمنية تابعة للمليشيات بمديرية المشنة بمحافظة إب اعتقلت نائب محافظ تعز ونائب الأمين العام للمجلس المحلي محمد أحمد الحاج، وأودعته أحد سجونها.
تبرهن مثل هذه الصراعات على أنّ مليشيا الحُوثي تعيش أزمةً داخليةً هي الأكبر منذ سنوات، بفعل إتساع فجوة الخلافات بين قياداتها من الصف الأول، وانتقال الصراع بين أجنحتها المختلفة إلى العلن.