مرونة سياسية تمنح الانتقالي مزيد من المكاسب

الثلاثاء 1 سبتمبر 2020 18:00:00
مرونة سياسية تمنح الانتقالي مزيد من المكاسب

رأي المشهد العربي

مثلما كان قرار المجلس الانتقالي الجنوبي بتعليق مشاركته في مباحثات تنفيذ الشق السياسي لاتفاق الرياض صائبًا وصب مباشرة في صالح القضية الجنوبية، جاء قراره باستئناف المفاوضات أيضًا في صالح القضية الجنوبية ايضًا.

ربط المجلس الانتقالي الجنوبي عودته إلى المفاوضات بإيجاد حلول عاجلة لمعالجة قضايا الرواتب والمخصصات المالية لرعاية أسر الشهداء وعلاج الجرحى، ومعالجة قضايا المتقاعدين والمبعدين العسكريين والأمنيين، وتحسين أوضاع المعلمين، وهو ما استجاب له التحالف العربي الذي يسعى جاهدًا لتفويت الفرصة على الشرعية لإجهاض الاتفاق.

أبدى المجلس الانتقالي مرونة سياسية مكنته من حصد مكاسب عديدة، إذ أن تعليقه للمفاوضات شكل ضغطًا قويًا على الشرعية من قبل التحالف العربي، وأفسح المجال أمام تسليط الضوء على تصعيد مليشيات الشرعية في أبين، إلى جانب فضح ممارسات تحشيد العناصر الإرهابية إلى محافظات الجنوب.

كما أن تعليق الانتقالي للمفاوضات أثبت توافق أبناء الجنوب حول قراراته السياسية بعد أن حظي القرار بترحيب واسع بالجنوب، ودحض هذا التوافق مؤامرات الشرعية التي حركت "الائتلاف المشبوه" من أجل إثارة الانقسامات بين أبناء الجنوب.

في المقابل فإن عودة الانتقالي الجنوبي للمباحثات بعد توافق كبير بينه وبين التحالف العربي تحقق أهداف الانتقالي الذي يسعى بالأساس لتسريع تطبيق اتفاق الرياض، وتنفيذ عملية سحب القوات العسكرية من أبين إلى الجبهات وفق خطة مزمنة، وهو ما أكد عليه التحالف العربي الذي وعد بتكثيف جهوده خلال المفاوضات المقرر انطلاقها مرة أخرى في العاصمة السعودية الرياض.

تمكن الانتقالي من تشديد الحصار السياسي على الشرعية إلى جانب حصاره العسكري للمليشيات الإرهابية على جبهات أبين، وفي الوقت ذاته فإن الانتقالي أثبت حرصه على تطبيق الاتفاق بما لا يسمح لإجهاض الاتفاق وإفشاله.